علي سعدة يكتب: مقتطفات من حياة فارس الصحافة

علي سعدة
علي سعدة

لاحظ صاحب مكتبة المصري ببورسعيد، أن هناك طفلاً لا يتجاوز العاشرة من عمره دائم الحضور للمكتبة ويقرأ بشغف غير عادي ولساعات طويلة العديد من الكتب فوق مستوى سنه ولكبار الكتاب.. ولما كان صاحب المكتبه مبهورًا بفكر حسن البنا فبدأ يدس للطفل كتب البنا وأفكاره.. إلى أن جاء يوما ليخبره أن حسن البنا شخصيًا سيزور بورسعيد ليلقي بإحدى خطبه بعد صلاة العشاء في أحد مساجد المدينة.. وبالفعل اصطحبه معه إلى المسجد واستمعوا للبنا الذي طالت خطبته حتى منتصف الليل.

عاد الطفل متأخرًا إلى منزله ليجد والده منزعجًا.. ولأن قواعد المنزل المحافظ لا تسمح لأحد وقتها بكل هذا التأخير ولأن والده لم يصدق أن يسهر الطفل في المسجد كل هذا الوقت هنا كانت (العلقة الساخنة) من نصيب الطفل المسكين الذي أقسم بعدها ألا يقترب من أي كتاب لحسن البنا أو للمكتبة كلها.

لكن شغفه بالقراءة والكتابة استمر معه أثناء دراسته.. فكان يكتب صحف الحائط مع أصدقاؤه مصطفى شردي وصلاح طايل وبقلمه الرشيق، ألف قصصًا كثيرة نشرت له في مجله الجيل ثم عمل هاويا مع جلال عارف وجلال سرحان في مجله الشاطئ.

أرسله والده لدراسه الطب في مدينه لوزان بسويسرا وكتب ايامها علي امين ان هناك طالبا يراسله من سويسرا لايعرف عنه غير اسمه لكنه معجب باسلوبه لذلك قمت بتعيينه مراسلا لاخبار اليوم في لوزان.

بعد مرور ٤ سنوات .. عاد الشاب من سويسرا مصطحبا معه عروسه السويسريه الرائعه الجمال ليصدم والده بأنه لم يدرس الطب ولكن حصل علي ليسانس الاقتصاد السياسي لينال مره ثانيه ( علقه ساخنه) من والده وامام عروسه !!

وللحديث بقيه.