خاطر عبادة يكتب: الكلمة الطيبة.. والخبيثة

خاطر عبادة
خاطر عبادة

لما شبه الله تعالى، الكلم الطيب بالنخلة كشجرة طيبة مثمرة ينهل الناس من خيرها كأنها غذاء ودواء؛ لما تحمله من نفع ولا يخرج منها إلا ما فيه خير للناس كأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وجبر لقلوب العباد؛ فيبقى أثرها الطيب مثل الحقيقة ساطعة فى السماء؛ وهى كشجرة أصيلة ثابتة متجذرة لا تزعزعها العواصف صامدة أمام النواءب مثل المؤمن القوى تزيده الأزمات إيمانا وتصقله المحن لتخرج أفضل ما فيه ويظهر معدنه الأصيل وقت الصعاب، وراقية؛ فرعها فى السماء مثل الإنسان السامى الراقى المتحضر الذى يترفع عن الكذب والصغائر.

بينما تسقط الشجرة الخبيثة ولا تستقر على الأرض وتسقط على الفور ؛ مثل مروجى الأكاذيب والشائعات والفتن بين الناس؛ فسرعان ما يكتشف الناس زيف معدنهم وأكاذيبهم على الفور ونواياهم الخبيثة.. فيقول الناس "الكذب ملوش رجلين"، فهى كلمة سامة تضر ولا تنفع مثل الكذب والإساءة والسخرية قد تسمم البدن كالوباء؛ كلمات خبيثة تهدم روابط وعلاقات وأمورا حلوة؛ تشعل الغضب وتتفشى كالحريق وتدمر بلاد.

الكلمة هى مرآة لقلب وجوهر الإنسان؛ تميز الطيب من الخبيث.. هناك كلمة طيبة مثل البلسم للجراح وتأسر قلوب وتجبر خواطر.. تعبر عن رحمة وخير وفير، تحول العداوة إلى تفاهم وتصفى النفوس وتهزم النفس الأمارة بالسوء.. وتجعل غيرك كأنه ولى حميم وتحوله إلى إنسان طيب ومطيع حتى لو لم يكن كذلك، لكنه رد فعل طبيعى بتأثير الكلمة والمبادرة الطيبة.

وهناك كلمة خبيثة تؤذى وتدمر علاقات وتشعل فتنة وتعبر عن نية خبيثة وحقد.. مهما ادعى صاحبها من خير أو خفة ظل؛ لكن لابد له من زلات لسان تفضح سوء نيته؛ كما ستظهر فى سلوكه الفظ وكلماته المسمومة.

الكلمة الطيبة صدقة، وتدل على تحضر ورقى وأناقة صاحبها، وتزيد أواصر المحبة والأخوة وتزيل العداوة والبغضاء.. ادفع بالتى هى أحسن.. سترى للكلمة تأثير السحر..

والكذبة هى كلمة خبيثة؛ وقد تظهر فى صورة سخرية أو تنمر ومزاح؛ أو حتى بطريقة النصح والمواعظ كمن يدس السم فى العسل.. لكن فى باطنها كلمات مسمومة تؤذى المشاعر؛ بينما يأمرنا الدين باللين والقول الحسن لأن النصيحة إذا لم تكن خالصة لوجه الله فقدت معناها (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن..).. ولأن الحق لا يحتاج لعلو الصوت أو الإساءة أو أى مبرر للكذب وإشعال فتنة.. لا يمكن أن يكون المؤمن فظا.