وردة الحسيني تكتب: كسر قلبى يا داليا

وردة الحسيني
وردة الحسيني

فى مسيرة الحياة والعمل نواجه أزمات ومواقف صعبة، نلتقى بأشخاص ليسوا على قدر المسئولية، نقدم لهم ولا يعطون، يبخلون علينا حتى بحقوقنا، كل ذلك يمر ويهون مع وجود من نحبه ونشكو إليه تلك الهموم وهؤلاء ممن يظلمون.

ومع رحيلهم نفقد الحضن الذى نرتمى فى دفئه لنفضفض له هموم الدنيا والبشر، فلا نجد من يخفف عنا، والذى تكون حتى كلماته مهدئة لقلوبنا، ونستيقن بعدها أن الحق قادم رغما عن أشرار البشر.

كانت أمى الغالية وأختى الحنونة سندا لى بعد وفاة أبي، ولكن القدر عاندنى ورحلت أختى بعد أمى بخمسين يوما.
 الدكتورة داليا كانت أما ثانية لى وكنت أتمنى أن تنسينى ألم فراق وفقد أمى ولكنها دون قصد زادته اشتعالا.

لا أجد من الكلمات ما يصف شخصيتها الطيبة المعطاءة والتى تلتمس الأعذار للمخطئ حتى لا تؤلمه، وبحكم عملها فى شركة أدوية كانت تسخر اتصالاتها وما تملكه من إمكانيات لخدمة من لا يستطيع شراء أدويته أو يجدها غير متوافرة بالصيدليات،كانت تساعد من يريد الحصول على فرصة عمل حتى من لا تعرفه.
صبرت وصمدت فى معترك الحياة بعد وفاه زوجها فى ريعان شبابه وشبابها لتربى ابناءها الثلاثة وحدها.
كانت فى ظروف سفرى وعملى ترعى أمى وتؤثر الجميع على نفسها.

لن أنسى زيارتها لقبر أمى قبل أيام قليلة من وفاتها حيث وصفت لى أكثر من مرة مدى إحساسها بالراحة والطمأنينة فى هذا المكان وحينها لم أدرك أن النهاية اقتربت.
دعا لكِ كل من يحبك يا داليا وهم كثيرون، أهلك وزملاؤك وجيرانك، لتعبرى محنة مرضك المفاجئ الذى استغرق أسبوعا فقط، ولكن إرادة الله كانت نافذة.
اللهم عوضها عن كل ألم أصابها وارحمها بقدر محبة الناس لها.
 أخيرا.. بالأمس أمى واليوم أختى فغدوت غصنا بلا أوراق.