أثناء عودتى من "أخبار اليوم" أمس الجمعة.. وتحديدا أعلى كوبرى العباسية متجها لطريق الشهيد صلاح سالم.. فوجئت برجل كبير يبدوا وقد أنهكه المرض ملقى على الأرض أعلى الكوبرى.. نظراته تستغيث بالسيارات التى تمر بجانبه دون أن يستجيب أحد.. ممسكا بصدره وكأنه يعانى ألم أزمة بالقلب والكل يتجاهله..
أوقفت سيارتى المتواضعة فى حذر على جانب الكوبري ونزلت ومعى زجاجة مياه ظناً منى أننى أستطيع إسعافه أو تقديم ما بإمكاني للرجل المسن من مساعدة.. تحدثت معه عن ماذا يشعر ولماذا يمسك بصدره هكذا وماذا يريد وهو يخبرنى أنه كان محجوزا بالمستشفى وأنه يرغب فى العودة لبيته..
ما أدهشني أنه لم تمر دقيقة إلا ووجدت شباب الإسعاف.. "أمان مصر" وكأنهم رأوني أتحدث معه وعلموا أن هناك إنسان يحتاج لإسعاف.. فاجأونى حتى أننى اعتقدت أنها الكاميرا الخفية..!
فى هذه اللحظة إنتابنى شعور بالأمان والطمأنينة.. لن أخشى من المرض بعد الآن.. وقفت معهم لعلي أستطيع أن أسهم بشئ ما ولو قليل.. تحدثوا مع الرجل بدفء الأبناء للأب طمأنوني عليه ثم اصطحبوه للمستشفى ليقدموا له الإسعافات اللازمة..
عندما سألتهم مندهشا من سرعة التواجد بجانب الرجل المريض ومن دلهم على أن هناك رجل يحتاج لإسعافات فى هذا المكان غير الظاهر أعلى الكوبري.. قالوا: تلقينا إتصال من أحد المارة..
شعرت بالاطمئنان والأمان وبكيت من السعادة وقلبى يحمد الله أن مصر بخير وأنها حقيقة فيها حاجه حلوه.. حقا شباب الإسعاف "ملائكة تجوب الطرقات".
كل الشكر للجنود المجهولة شباب الإسعاف مستقبل أمان مصر لسرعة تلبية النداء وكل الشكر لهيئة الإسعاف المصرية للجهود التى يبذلونها لخدمة الوطن وخلال جائحة كورونا.. وللجندي المجهول الذى لم يتمكن من الوقوف أعلى الكوبري فقام سريعاً بالاتصال برجال الإسعاف لإنقاذ حياة الرجل.. وأتمنى أن يتم شفاء هذا الرجل وأن يعود لأبناءه بالسلامة.
