أماني سعد صلاح تكتب: الناس موتى وأهل العلم أحياء

أماني سعد صلاح - منطقة وعظ دمياط
أماني سعد صلاح - منطقة وعظ دمياط

بالأمس القريب فقدت الأمة الإسلامية عابدًا عالمًا عاملًا بما علَّمه الله وما كان يعلمه للناس، كان الجميع يشهد له بورعه وزهده وعبادته وإخلاصه لله تعالى، فنحن لا نزكى على الله أحدا «وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَنْ يَشَاءُ» «النور: 21»، إنه العالم العابد فضيلة الشيخ الدكتور المربى أسامة عبد العظيم.

لما رأينا مشهد تشييع جنازته تذكرت قول النبى :«أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِى الأَرْضِ» متفق عليه، فكم من أُناس شهدوا له بالخير والصلاح، عالم إن رأيته تذكرت قول الله تعالى: «سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» «الفتح:29»، وإذا ذُكر اسمه تذكرت زمن السلف الصالح والبقية التقية النقية كما فى عصر الصحابة رضوان الله عليهم.

كم كان له من اجتهادات علمية، كم كان له من عبادات خلوية وجهرية، وكم كان له من ختمات قرآنية، إن هذا العالم حجة على كل من أصابه الفتور فى طلب العلم، وحجة على كل من انشغل عن القرآن بعذر كثرة المشاغل من حوله، فلله درِّه وأمثاله فى هذا الزمان، فهو رمز فى علو الهمة.

ففز بعلم تعش حيًا به أبدًا الناس موتى وأهل العلم أحياء
هؤلاء هم قدوتنا بعد رسول الله  الذين ينبغى أن نقتدى بهم، وننظر فى سيرهم وأحوالهم، وليس الجهلاء السفهاء، فالعلماء حتى وإن ماتوا فهم أحياء بعلمهم وعملهم الصالح.
فهنيئًا لمن سار على نهج الصالحين ودخل فى زمرة من أنعم الله عليهم ففاز بصلاح الحال فى الدنيا وحسن المُقام فى الآخرة، ونسأل الله أن يرحم فقيد أمتنا وأن يُشَفِّع فيه القرآن وعمله الصالح، وأن يرزقنا حسن العمل وحسن الخاتمة.