سطور جريئة

رسالة إلى صديق العمر

 رفعت فياض
رفعت فياض

صديق عمرى محمد عمر مدير تحرير أخبار اليوم:
أكتب لك للمرة الأولى خطابا مسطرا لعله يصل إليك لأنك لم تفارقنى منذ أن بدأنا معا فى أخبار اليوم، ولم تبتعد عنى طوال 45 عاما مضت لكنك قررت فجأة الرحيل وتتركنا دون سابق إنذار لذلك كانت صدمة لى وللجميع رحيلك المفاجئ نعم لكل أجل كتاب والأعمار بيد الله وحده، وهنيئا لك أنك رحلت دون أن تتألم، وأدعو الله أن يكتبها لنا مثلك، لكن الفراق صعب جدا يامحمد. 

صعب أن أكون معك يوم الجمعة الماضية بالجريدة وأنت تمارس عملك كمهندس صحفى من الطراز الأول للصفحات الإخبارية بالجريدة لتعد كل مافيها للنشر بمهارة صحفية فائقة تميزت بها طول عمرك وأصبحت بلا منازع ملك الصياغة الخبرية بـأخبار اليوم لكنك بعد 48 ساعة فقط تفارقنا وتفارق هذه الدنيا الغريبة وبهذه السرعة ونفتقد خفة ظلك التى تمتعت بها طوال عمرك معنا.


نعم الفرق بين الحياة والموت شعرة، وكلنا إلى زوال، والروح سر من أسرار الخالق وقد عادت إلى بارئها عندما أذن لها ولهذا سنلقاك قريبا عندما يأذن الخالق لأننى لا أريد أن أبتعد عنك كثيرا خاصة أننا تزاملنا وتقاربنا سويا طوال هذه المدة إلى جنة الخلد ياصديق العمر، وسنكفنك بدمعنا وندعو لك بالرحمة والمغفرة من رب العالمين.

نعم صديقى العزيز هذه هى الدنيا التى تركتها هى دار ممر وهى أشبه بمنزل هو بابان يدخل الإنسان من الباب الأول عندما يولد ويخرج من الباب الثانى عند رحيله عن هذه الدنيا التى قد تكون مدتها أياما أو ساعات أو لحظات للبعض وقد تكون سنوات للبعض الآخر لكنها فى جميع الأحوال رحلة قصيرة مهما طالت رحلة لو ندرك معزاها مافكرنا فى هذه الدنيا على الإطلاق، رحلة لابد أن نتزود خلالها بما يوصلنا لدار البقاء نعمل الخير ونبغض الشر، ونأكل ونشرب حلالا وننبذ كل ماهو حرام، ولايلهينا مال أو ولد أوجاه عن الاستعداد ليوم الرحيل الذى قد يأتى فجأة دون أن نستعد له .

دعواتى لك صديق العمر أن يسكنك رب العباد فسيح جناته، وأن نلحق بك على خير إن شاء الله حتى تستمر صداقتنا التى بدأناها معا منذ عشرات السنين.