فى الصميم

هل سيقبل نتنياهو «الاقتراح الإسرائيلى»؟!

جلال عارف
جلال عارف

أخيراً.. أعلن الرئيس الأمريكى بايدن ما كان يرفضه طوال ثمانية أشهر من المجازر الإسرائيلية فى غزة. قال وهو يقدم مشروع الاتفاق المقترح لوقف  إطلاق النار إنه «آن الأوان لانتهاء هذه الحرب» طوال الشهور الماضية استخدمت واشنطون «الفيتو» ثلاث مرات لمنع إصدار مجلس الأمن لقرار بوقف القتال، وكان منتظرا أن تستخدمه مرات أخرى لمنع صدور قرارات أخرى أو لتنفيذ حكم العدل الدولية.. وكان الحديث عن «إنهاء الحرب» ممنوع على كل المسئولين الكبار فى الإدارة الأمريكية.


نترك جانبا حكاية أن الاقتراح إسرائيلى لأن الرئيس الأمريكى يطلب - فى نفس الخطاب- ألا تعطله إسرائيل«!!» ولأن إعلان الاقتراح من جانب «بايدن» بدا أنه مفاجئا لإسرائيل«!!».. ويبدو أن الرئيس الأمريكى كان قد منح نتنياهو مهلة أخيرة حتى نهاية مايو لاستكمال مهمته فى غزة، وأن نتنياهو بدأ كالعادة فى المراوغة وتكرار الحديث عن حرب لا تنتهي، وبدأ مساعدوه فى الترويج لعام أو أعوام من الحرب التى لا بديل عنها. ولم يكن أمام «بايدن» إلا الإعلان عن اقتراح وقف إطلاق النار ووضع  حكومة إسرائيل أمام الأمر الواقع فى ظل ظروف تتعرض فيها لضغوط داخلية وخارجية هائلة.
الصورة الكاملة ستتضح مع معرفة تفاصيل الاقتراح «يقع فى أربع صفحات ونصف» لكن «حماس» قالت إنها ستتعاطى  ايجابيا معه، بينما نتنياهو يرى فى التفاوض للانتقال من مرحلة لأخرى فرصة للتلاعب كما هى عادته. مع ملاحظة أن «بايدن» لم يتطرق فى حديثه إلى حكم العدل الدولية ولا لاجتياح إسرائيل لمدينة «رفح» والسيطرة على الجانب الفلسطينى من «المعبر» ولا للوضع الخطير على الحدود مع مصر بسبب الانتهاكات الإسرائيلية. ومع ترك الحديث عن اليوم التالى وحل الدولتين الذى ترفض إسرائيل أى حديث حوله.


ومع ذلك يعود نتنياهو لضرب «كرسى فى الكلوب» كما يقال، ويقول فى بيان جديد إن ما تم اقتراحه «لا يصلح حتى كبداية للتفاوض حوله» وأن الحرب مستمرة حتى تحقق إسرائيل أهدافها كاملة«!!»


وهو ما يعنى تكذيب حكاية «النشأة الإسرائىلية» لاقتراح بايدن، ويؤكد أن استمرار الحرب أصبح عقيدة إسرائيلية حتى وإن كان الحليف الأساسى يحاول إنقاذ الموقف بعد أن وصلت إسرائيل فى حربها إلى الطريق المسدود!!
إهانة إسرائيلية جديدة لأمريكا ورئيسها، إذا انحنت أمريكا أمامه. فهذا هو سوء الختام!!.