أمنية طلعت تكتب : « حبوا بعض »

أمنية طلعت
أمنية طلعت

عام 1995 اقترحت على الراحل جمال الغيطانى إجراء تحقيق حول مطابع ومكتبات صبيح الأثرية والكتب التراثية بطبعاتها القديمة التى تضمها آخر مكتبات صبيح لابنه محمود الذى كان عجوزاً حينها، أجريت التحقيق لأطالب بالحفاظ على هذه المكتبات والمطابع التى كانت تعد من أهم ملامح القاهرة القديمة، ولكن لأسباب غير مهنية لم ينشر الغيطانى التحقيق وبعدها بعامين طالبنى بأن أبحث فى دولاب أوراقه المهملة بمكتبه بمقر «أخبار الأدب» عن التحقيق لنشره لصدور قرار إزالة لهذه المكتبات، ولكن كان قد سبق السيف العُزل، فنشر التحقيق بعد عامين من إجرائه لم يكن له جدوى!.

وأنا أقُلب بين الكتب فى مكتبتى وجدت كتاب «التغريبة الهلالية» الذى اشتريته منذ 27 عاماً من آخر مكتبات صبيح، وفتحت الكتاب الأثرى لأجد أنه طُبع عام 1913 ما يعنى أن عمره الآن 109 أعوام ، سرحت قليلاً وأنا أتذكر كم الكتب التراثية التى احتوت عليها المكتبة آنذاك وكيف لو كنت أمتلك مالاً لكنت أنقذت كل هذا التراث المعرفى والثقافى المهم جداً والذى كان يجسد صفحة شديدة التأثير من صفحات تاريخ قاهرة المعز.
ضممت الكتاب نحو صدرى باعتزاز شديد فهو دليل على خطواتى بين المكتبات التى تحولت الآن إلى دكاكين سلع استهلاكية.