شريف رياض يكتب: ٧٠ عاماً على ثورة يوليو

شريف رياض
شريف رياض

٧٠ عاماً مرت على ثورة يوليو ١٩٥٢ ومازالت تحتفظ بتوهجها.. ومع كل احتفال بذكرى الثورة يتجدد الحديث حول إنجازاتها وما أحدثته من تغيير فى المجتمع وما قامت به من دور قومى على المستوى الإقليمى العربى والأفريقى بصفة خاصة ابتداء من مساندة حركات التحرر والاستقلال إلى المساهمة فى بناء ودعم قدرات الدول بعد الحصول على استقلالها.

فى نفس الوقت يتجدد الخلاف بين مؤيديها ومعارضيها عبر المقالات والحوارات الإعلامية.. والحمد لله أننى لم أكن أبداً محسوباً على أحد الفريقين لأننى تعودت أن أقيم الأمور بالعقل بعيداً عن العواطف ومؤمناً تماماً أن أى ثورة قامت لتغيير أوضاع فى بلد ما لا يمكن أن يكون كل ما حققته إنجازات فقط بل لابد أن تكون هناك أخطاء - ربما حدثت بحسن نية وبدون قصد - يجب أن نعترف بها إذا ما أردنا تقييماً عادلاً ومنصفاً لهذه الثورة.

ثورة يوليو لها أخطاء بلا شك ـ أهمها على سبيل المثال لا الحصر ـ تلك الملابسات التى أوصلتنا إلى هزيمة ٦٧ وتأميم الصحافة والقلاع الصناعية الكبرى وتفتيت الثروة الزراعية بدعوى القضاء على الإقطاع.. صحيح أن العمال والفلاحين قد حققوا مكاسب لم يحلموا بها يوماً غيرت حياتهم إلى الأفضل لكنها أثرت سلباً على عملية إدارة الإنتاج الزراعى والصناعى.. لكن فى نفس الوقت لابد أن نعترف بأن صناعات عديدة ازدهرت كالحديد والصلب والألومنيوم والغزل والنسيج والسيارات التى بدأنا تصنيعها فى الستينيات وكانت لها الريادة فى السوق المحلية ثم تدهورت وتراجعت حتى أصبحنا عاجزين الآن عن تصنيع سيارة محلية ١٠٠٪ مثلما فعلت معظم دول العالم .

لا أحد ينكر أيضاً القرار التاريخى بتأميم شركة قناة السويس الذى أعاد القناة لأصحابها ولا النهضة الثقافية والفنية والأدبية فى الستينيات التى جعلت لمصر الريادة فى المنطقة العربية.. فى نفس الوقت لا ننسى أن الثورة فشلت فى تحقيق أحد أهم أهدافها الستة وهو إقامة حياة ديمقراطية سليمة وتأثرت الحريات إلى حد كبير مع إلغاء الأحزاب والأخذ بفكرة التنظيم السياسى الواحد.

رأيى هذا لا يتعارض بالتأكيد مع إعجابى بشخصية عبد الناصر ووطنيته وعروبته والكاريزما التى كان يتمتع بها وحبه الشديد لتراب هذا الوطن ولهذا أضعه دائماً فى منزلة خاصة بين زعماء مصر.. رحم الله عبد الناصر وكل عام وثورة يوليو مازالت متوهجة.

الإعلام الرياضى
لست ناقداً رياضياً فأنا محرر سياسى منذ بداياتى لكن ما أراه وأتابعه فى الإعلام الرياضى هذه الأيام يخرج العاقل عن صوابه.. القاعدة فى الرياضة أنها مكسب وخسارة وأنه مهما كانت نتيجة أى مباراة فى أى لعبة فإن الروح الرياضية هى التى يجب أن تسود بلا تعصب أو تجاوز.

الزمالك والأهلى أكبر الأندية المصرية ولهذا تكتسب لقاءاتهما فى كرة القدم خاصة، أهمية كبيرة وتكون مثار الحوار والجدل قبل وبعد أى مباراة .. والطبيعى أن هذا الحوار والجدل يشمل الفريقين ولا يقتصر على أحدهما. لكن ما لا يختلف عليه أحد أنه بعد فوز الزمالك على الأهلى وتتويجه بكأس مصر لكرة القدم تحدث الإعلام الرياضى كله نغمة واحدة تحاول الإجابة على التساؤل الأهم وهو : ماذا حدث للأهلى ولماذا تراجع أداؤه فى الفترة الأخيرة وماذا ستفعل إدارته لتدارك الأمر فى بطولة الدورى؟.

لم يتحدث أحد عن الإنجاز الذى حققه الزمالك.. كل همهم البحث عن أسباب كبوة الأهلى ونسوا أن الرياضة مكسب وخسارة وأن الأهلى ليس فوق مستوى الهزيمة وأنه معرض لها مثل أى ناد عملاق فى العالم وليس فى مصر فقط فلكل ناد كبوة.. ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتى وليفربول أندية كبيرة تعرضت لهزائم.. استوعبت الدرس وعالجت الأسباب وعادت للتألق.