وحي القلم

الأهلى بطل إفريقيا

صالح الصالحي
صالح الصالحي

بعد حالة من الجدل وسلسلة من الأسئلة التى تحمل فى طياتها ماهيات حول مشروعية إقامة مباراة النادى الأهلى وفريق الوداد المغربى على ملعب مركب محمد الخامس بالمغرب.. التى خلقت حالة من التوتر أحاطت بالجميع فريقاً وإدارة وجمهوراً.. ذهب الأهلى حاملاً هذا العبء ومعه آمال جمهوره الذى تخطى مشجعى الأهلى فى تحقيق حلم كل المصريين بإحراز البطولة القارية الثالثة على التوالى والحادية عشرة فى مسيرته الإفريقية، وتحقيق نصر وفوز يسعد المصريين.

رغم كل هذه الظروف التى لا نستطيع أن نطرحها من المشهد أقيمت المباراة.. فريق يتحمل عبء أحساسه بعدم الموضوعية تجاهه من الاتحاد الإفريقى حتى فى نسبة حضور الجمهور فى المدرجات.. لكن وبكل رجولة قدم لاعبو الأهلى المباراة التى تعتبر جيدة فى مستواها المجمل.. وفى المقابل استفاد فريق الوداد المغربى من كل العوامل السلبية التى أضعفت من قوى فريق الأهلى.. سواء إقامة المباراة على ملعبه أو خوضها بين مشجعيه.. وكانت النتيجة الطبيعية فى ظل حالة الاضطهاد أن يفوز فريق الوداد.. وإنى أتعجب رغم إحساسى بالحزن على هزيمة الأهلى من تحميل النادى الأهلى لاعبين وجهازا فنيا وإدارة جُل المسئولية، لأننا بذلك ننسى أن العامل النفسى يمثل الأساس الأكبر فى دعم الرياضة والفن وغيرها من الأمور التى لا نستطيع أن نفصل فيها بين الإنسان الذى يخوض التجربة بمهاراته وقدراته، واستحضار إرادته لاجتياز هذه التجربة بنجاح.

ليس غريباً أن يكون هناك تحيز لأحد الفريقين دون الآخر مادام القائمون بشراً تحكمهم الأهواء دون تجريد أنفسهم فى ظل ضوابط وقوانين تكون الحد الفاصل للحُكم العادل.

وفى تصورى أن النادى الأهلى نجح فى اجتياز التجربة بكل رجولة وشجاعة.. ولا يصح أن نحصر أنفسنا ونتحسر على بطولة، وفى نفس الوقت لا ألوم أحداً على الحزن لفقد هذه البطولة.. فهذا حال مشجعى الرياضة فى كل دول العالم حتى أن الرئيس الأوكرانى رغم المأساة التى تمر ببلاده أعلن عن رغبته فى مشاركة فريقه الوطنى فى كأس العالم.. كما أن كابتن الفريق بكى أمام عدسات التصوير وقال رغم كل آمال الأوكرانيين فى أن تتوقف الحرب إلا أن لدينا أملاً فى إسعاد الشعب باشتراكنا فى بطولة كأس العالم.. هذا هو حب الرياضة الذى لا ينفصل عن حب الوطن لدى كل شعوب العالم التى تلتف حول فرقها لتشعر بالنصر الذى يتجدد فى هذه البطولات.