ومضة

صابر سعد يكتب: مجلس الوزراء يبحث عنك

صابر سعد
صابر سعد

«تِلْكَ يدٌ يحبها الله ورسوله».. هل سمعت عن هذه المرأة التي بلغت من الكبر عتيًا ولا تزال تعمل في مهنة الرجال الأشداء كي تظفر برزق حلال يعينها وأسرتها على عدم الوقوع في شَرَك العوز ؟!

إذا التقيتها في أي من شوارع المحروسة؛ ستلمح عيناك تلك التجاعيد التي رسمها الزمان على وجهها حتى بات لوحة ثرية بخطوط يحكي كل واحد منها عن معركة شريفة في «أم الدنيا» من أجل لقمة العيش.

فعندما تقترب منها وتبادرها التحية بالمصافحة، ستشعر يداك قبل أن تر عيناك شقوقا كأنها حفر شقها الزمان على صفحة يديها طيلة مدة ناهزت 45 عاما هي فترة عملها في أصعب مهن الرجال وهي «الخرسانة والمعمار» علها تغنيها عن لقمة حرام.


كل نظرة من عينيها اللامعتين ترسل زخات أمل ممزوجة بإصرار ربما قد يعجز الصبر عن صبرها.. ولم لا! وهي كالجبال الراسيات تقف شامخة في مواجهة أي ريح عاتية رغم قرب قطار العمر لـ65 ربيعًا.


فـ«أم وحيد» سيدة جمعت أندر معادن البشر، ولم تأب إلا أن تقف مع زوجها الذي ناهز السبعين عامًا وأضحى طريح الفراش لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ في مواجهة متاعب الحياة، حتى أحس زوجها أن الدُّنْيَا قد حِيزَتْ لَهُ بِحذافِيرِها بتلك المرأة الصالحة الأصيلة التي تسعى للعيش الحلال.

منذ أيام قلائل أطلت «أم وحيد» على شاشات التلفاز وأرسلت شعاع أمل تلقفه مجلس الوزراء الذي شد الرحال إليها باعتبارها من الشرفاء، وفوجئت برسالة على هاتفي من أحد المسئولين بمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء يسألني عن رقمها ويبحث عنها بشكل عاجل عقب ظهورها في تقرير تلفزيوني مع أحد أصدقائي، وبالفعل تلقفتها الحكومة، فتلك المرأة ممن يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ.


 هذا المشهد يذكرني بأن مصر «فيها حاجة حلوة»؛ ففي ظل الجمهورية الجديدة نجد مجلس الوزراء يبحث عن أناس لحل مشاكلهم ويصل لعقر دارهم دون انتظار أن يطرقوا هم الأبواب، فالحكومة أضحت شغوفة بالوصول للمواطن وأصبحت تمتلك زمام المبادرة حتى وإن لم يطلب مساعدتها.

قبيل هذا الموقف بأسابيع، كنت أتحدث مع صديق لي فوجدته وقد اِنْفَرَجَتْ أَساريرُ وَجْهِهِ فسألته عن السبب فحكى لي موقفًا عن ملحمة وطنية يسطرها يوميًا فريق من أبناء مصر المخلصين الذين يعملون كخلية نحل ٍدون كللٍ أو مللٍ بمنظومة الشكاوى الحكومية التي تزيل شهريًا قرابة الـ100 ألف شكوى ظلت جاثمةً على صدور المواطنين.

فرغم أن صاحبي يتبوأ مركزًا مرموقًا إلا أنه آثر إرسال مسألته إلى البوابة الإلكترونية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، ورايت بِأُمِّ عَيْنَيَّ أكثر من 8 شكاوى مرسلة منه على مدار العام، كما سُررت من سرعة رد المركز وحله جميع الشكاوى في سُوَيعاتٍ ولعل هذا ما حفز صديقي .

أَينَمَا تُوَلي وجهك فَثَمَّت مقرات لمنظومة الشكاوى الموحدة داخل الهيئات والمصالح الحكومية والمحافظات، وتعدى الأمر ذلك بمحاولة الوصول للمواطن عبر مقرات في محطات المترو فضلا عن الخط الساخن وتخصيص أرقام هاتفية لاستقبال شكاوى المواطنين.

كل هذا بالإضافة لتطبيق «في خدمتك» لتيسير تسجيل شكواك والتواصل مع الحكومة، فمنذ تأسيس تلك المنظومة الحيوية بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 314 لسنة 2017 تعاملت منظومة الشكاوى مع قرابة الـ4 ملايين شكوى وطلب واستغاثة، وتضاعفت المهام الملقاة على عاتقها من أجل رسم البسمة على شفاة المواطنين وإسعادهم في الجمهورية الجديدة.

تحية تقدير واحترام إلى الدكتور طارق الرفاعي مدير منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، الذي يبذل كل ما في وسعه لخدمة الوطن والمواطنين؛ ولا يزال في جَعبته الكثير.. فحقًا «فيها حاجة حلوة».

حفظ الله مصر