قول لين

الحقيقة والوهم

محمد سعيد
محمد سعيد

إن لم يكن لديك تاريخ فبالتبعية لن تمتلك أى بطولات تروى..

ولا سبيل أمامك إلا الخيال تختلق من خلاله بطولات وتصنع به أبطالا..

وبالخيال فقط هيمنت أمريكا على وجدان وعقول أجيال متعاقبة داخلها وخارجها وشكلت وعيهم وفقا لرؤيتها..

بابتكار أبطال خارقين.. والسلاح الذى استخدمته أمريكا لتشكيل وعى الملايين كان الدراما.


الدراما سلاح سريع ومضمون المفعول يخاطب الوجدان مباشرة ويأثر العقول من خلال عوامل إبهار متعددة تتصدرها الصورة والمؤثرات الصوتية وأيضا النص المكتوب..

فيكون التأثير أسرع وأطول استدامة ويمتد مفعوله للأجيال المتعاقبة.


بعيدا عن وهم البطولات الأمريكية.. يزخر التاريخ المصرى منذ الملك مينا والملك أحمس وحتى الآن بالعديد من الأبطال وملايين البطولات الحقيقية.. ومؤخرا عادت مصر لتفيعل سلاح الدراما الذى طالما فرضت به هيمنتها لسنوات..

فمنذ ملحمة رأفت الهجان، ودموع فى عيون وقحة.. لم نر انتاجا دراميا ينمى الوعى والانتماء ويجسد بطولات فارقة فى تاريخ الوطن، ويسلط الضوء على أبطال صدقوا ما عاهدوا عليه مثلما رأينا فى فيلم «الممر»، وثلاثية مسلسل «الاختيار»، ومسلسلى «العائدون» و «هجمة مرتدة».


يتبقى تنويع الإنتاج الدرامى لمثل تلك الأعمال لتشمل مسلسلات وأفلام الكارتون لمخاطبة وجدان الأطفال وتشكيل وعى الأجيال القادمة وفقا لرؤية وطنية.