كل يوم

أخيرًا عَرفت من تكون أنا

فاطمة مبروك
فاطمة مبروك

ترحل الأيام عاما وراء عام، ولكن توقفت عند العام الماضى، وبرغم أن تألمت نفسى ، واحتار قلبى فى العديد من الأمور ، إلا أنه كان أفضل أعوامى ، سيظل هذا العام ٢٠٢١ ذكرى خالدة فى ذهنى أبد الآبدين ، لن أنساه إلا عند رحيلى عن هذه الدار الفانية ، لن أذكره إلا بكل خير، فقط لأنه كان الأفضل على الإطلاق ، به شَعُرت كأنى وُلدت من جديد ، فجعلنى أختلف كليًا وجزئيًا عن سابقة عهدى ، لذا لم اكتف بمجرد بوست على صفحة الول لدى مواقع التواصل الاجتماعى ، وأسرعت مهرولة لجريدتى الأخبار ، لتخليد هذا العام بهذا العهد ، أُوثقه فى سجلات التوثيق ، التى لا تُنسى .

فكان الأفضل.. لأننى لم أعد أهتم بما كان يشغلنى ، و»إرضاء من حولى « لم يعد اهتمامى .. فغايتى إرضاء ربى فحسب.
كان الأفضل.. لأننى أنهيت عهد الفواصل وبت أضع نهاية لكل شىء ، واستعضت عن تلك الفواصل «بالنقاط « والتى أصفها بالنهاية ، دون عتاب .

كان الأفضل.. لأننى بات شغلى الشاغل هو نجاحى فقط دون غيره على صعيد كل المستويات الشخصية والعملية ، سأمضى قدمًا للأمام دون الالتفات للخلف مرة أخري، فلن ألتفت لما تركته خلفى يومًا ما .

كان الأفضل.. لأننى أصبحت أخرى غير التى كانت شديدة الحساسية تجاه الأشخاص والمواقف ، شديدة التوتر ومراعاة الغير ولو على حساب ذاتها ، مسرعة تجاه ترميمهم ، هادمة لذاتها هادرة لحقها ، دون مراعاة من تُسمى مشاعرى ، عازمة بقرار فولاذى على حب ذاتى وتقديرها أحق التقدير .

كان الأفضل.. لأننى أصبحت أخرى دون التى كانت تُقدر دون تقدير لها ، تُراعى دون مراعاتها ، أصبحت أخرى طليقة دون قيود المشاعر التى كانت تُجبرنى على فعل ما لا أرضي، لم أعد للعتاب واصلة ، أو للطاقات هادرة ، سأهرول تجاه النجاح والتألق فقط دون غيره ، وسأكون بإرادة الله قصة نجاح يتداولها الآخرون .

كان الأفضل.. لأننى أخيرًا لقد تفهمت المعنى الأصلى لجبر الخاطر ، حيث إننى اختلطت المفاهيم لديّ ، فكان جبر الخاطر بالنسبة لى يعنى جلدًا لذاتى ، تنازلى بالشكل الذى لا يليق بى ، لكننى تحررت من ذلك الخطأ ، والآن فقط أدركت قيمتى ، تفهمت من تكون أنا ، عرفتنى حق المعرفة ، وبعدها لن أعود كسابقة عهدى ، وفى النهاية إجمالًا وليس تفصيلًا استوعبت الدرس جيدًا ، وكانت النتيجة اكتسبت حصانة تقدير الذات ، بعد أن علمت أن الله سوف يحاسب العبد تفريطه فى حق نفسه .