شىء من الأمل

غضب وصدمة!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

وصف الإعلام رد فعل الإدارة الأمريكية على  شكوى نتانياهو من حجب أمريكا السلاح عن إسرائيل بالغضب والصدمة.. والسبب واضح جدا لأن الإسرائيليين يحاربون على مدار أكثر من ثمانية أشهر بالسلاح الأمريكى أساسا، ولم توقف واشنطن تسليم إسرائيل سوى شحنة واحدة للسلاح فقط قبل البدء بعملية اقتحام رفح لأنها كانت تتضمن قنابل قوتها التدميرية كبيرة وأرادت الإدارة الأمريكية بحجبها أن تقول لنا إنها لا توافق على تلك العملية التى ترى أنها لم تتضمن إيذاء للمدنيين، رغم سقوط مئات منهم ونزوح أكثر من مليون خارج رفح!.

أما سر الصدمة فهو أن شكوى نتانياهو جاءت فى أعقاب قيام الرئيس الأمريكى بايدن شخصيا بجهود لإقناع المعارضين من نواب حزبه فى الكونجرس بعدم رفض صفقة سلاح ضخمة لإسرائيل تقدر بنحو ثمانية عشر مليار دولار!.. بينما الغضب من شكوى نتانياهو  لأنه يرجع إلى توقيت هذه الشكوى..

حيث جاءت خلال الحملة الانتخابية التى يسبق فيها ترامب بايدن فى استطلاعات الرأى، وكان نتانياهو قد أراد المجاهرة برغبته فى فوز ترامب، بل والرهان عليه، ولذلك لا يماطل فى القبول بهدنة قد تفضى إلى إنهاء الحرب ولو بعد حين! 
وبسبب الغضب والصدمة سارع أكثر من مسئول أمريكى من بينهم وزير الخارجية والمتحدث باسم البيت الأبيض إلى الرد على شكوى نتانياهو وتفنيدها، مؤكدين وقوف إدارة بايدن داعمة بالسلاح والمال لإسرائيل..

وفى الوقت ذاته ألغت واشنطن اجتماعا عسكريا ومخابراتيا مع إسرائيل تعبيرا عن غضبها، وإن كان من المتوقع أن هذا الاجتماع تم تأجيله وسوف يعقد فيما بعد لأن مسئول الأمن القومى الأمريكى زار إسرائيل لاحتواء التصعيد فى الجبهة اللبنانية.. أى أن الغضب الأمريكى من نتانياهو لن يتجاوز الرد عليه فقط وتفنيد أسباب شكواه وسوف تستمر إدارة بايدن فى دعم إسرائيل كما فعلت منذ شن حرب الإبادة ضد أهل غزة لتثبت أن نتانياهو فى شكواه يكذب، وأنها أكثر إدارة أمريكية قامت بدعم إسرائيل بالمال والسلاح والحماية الدولية أيضا!