الشهادة الطبية شرط لإتمام عقد القران .. وفحص سرطان وغدد لمن يتجاوز الأربعين

فرحة..و«صحة»| الفحص الطبى والنفسى قبل الزواج ضمان لحياة زوجية ناجحة

فرحة.. و «صحة»|  الفحص الطبى والنفسى قبل الزواج ضمان لحياة زوجية ناجحة
فرحة.. و «صحة»| الفحص الطبى والنفسى قبل الزواج ضمان لحياة زوجية ناجحة

الخبراء :  الكشف النفسى لا يقل أهمية عن الطبى ونتمنى ألا يتحول لمجرد أوراق مختومة

اهتمام الدولة بالصحة العامة لأفراد الأسرة حماية لمستقبل الأجيال القادمة  
تكثيف حملات توعية الشباب وبرامج المرأة يجب أن تبتعد عن «الترند»

فحوصات ما قبل الزواج أصبحت ضرورة حتمية للمقبلين على هذه الخطوة من أجل تكوين أسرة سوية وناجحة فى مجتمعنا ، وهذا ما تم مناقشته منذ أيام ، حيث أحال مجلس النواب مشروع قانون بشأن إصدار قانون الفحص الطبى الشامل قبل الزواج، إلى لجنة مشتركة من لجان الشئون الصحية، والتضامن الاجتماعى والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة، والشئون الدستورية والتشريعية ، وتضمن مشروع القانون عدداً من الإجراءات الطبية والنفسية والاجتماعية التى يقوم بها المقبلون على الزواج، منها إلزام المقبلين على الزواج بإجراء فحوصات طبية للحصول على شهادة طبية، واستحداث قواعد بيانات دقيقة عن الحالة الصحية للمواطنين فى سن الزواج وإذا كان الزواج بعد سن الأربعين فتخضع المرأة لاختبار سرطان الثدى وتحليل الغدة الليمفاوية.

وأجمع الخبراء ان هذا سيكون بداية جديدة لحياة سليمة سوية بين الأزواج وتثمر عن اطفال ومواطنين أسوياء. ففى البداية يقول د. وليد هندى أستاذ علم الاجتماع إن الاستقرار النفسى والعصبى والاجتماعى والعاطفى هم حجر الزاوية فى الاستقرار الأسرى.

وبالتالى إذا ضمنا وجود هذه الجوانب بين الطرفين ستتجنب الأسرة مستقبلا ويلات الدخول فى المعارك الحياتية والتى قد تُعرض بعض الأسر للانهيار ،لذلك ونحن بصدد إعداد قانون للفحص النفسى للراغبين فى الزواج وهذه خطوة مهمة ولها العديد من الجوانب الإيجابية على رأسها أنه يجنب الأسر العديد من الأمراض النفسية الموروثة للأبناء لأن هناك بعض الأمراض التى تورث نتيجة وجود جينات غير منتظمة أو تعدد الأشكال الجينية عند الإنسان ويتولد عن ذلك مجموعة من الأمراض النفسية التى يتوارثها الأبناء مثل الاضطراب ثنائى القطب ،التوحد ،الانفصام و الاكتئاب وفرط الحركة.


ويضيف أنه هناك بعض الحالات الى تلجأ إلى الانفصال بسبب وجود مرض عصبى أو نفسى عند الزوج أو الزوجة فيستحيل معه العشرة ،لذا إذا لجأنا لمثل هذا الفحص سنحد من نسب الطلاق،مشيرا إلى أنه كلما كانت الأسر سوية ومستقرة وسليمة فذلك يعزز من قوة المجتمع وسنجد أشخاصًا لديهم قدرة أكبر على الإنتاج وطلابًا متفوقين وقادة عمل أسوياء ،فكلما كانت البداية سليمة ومخططًا لها كانت النتائج مرضية.


ويؤكد د. وليد هندى أن مثل هذه الفحوصات تعمل على ارتفاع جودة الحياة داخل الأسرة الواحدة وبيوت خالية من الأزمات والمشكلات التى تنعكس على الأبناء وعلى المجتمع فى النهاية.

وهذه الفحوصات قد تساعد على التنبؤ ببعض الأمراض التى نستطيع تلاشيها فى المستقبل ويجنبنا الخداع والتدليس فى الزواج فقد يكون أحد الأطراف خارجيا لا يعيبه شىء ولكنه صحيا او نفسيا عبارة عن قنبلة موقوتة المحملة بالأمراض ،مؤكدا أن العامل النفسى جزء رئيسى فى الزواج إذا لم يتم الكشف المبكر عن أى خلل فيه كأى مرض عضوى ستكون النهاية محكومة بالفشل وهذا ما يحدث فى العشرات من حالات الزواج فى الفترة الأخيرة والتى يسدل فيها الستار على كلمة الفشل بسبب عوامل نفسية لأحد الأطراف .

معركة الإعلام
وتضيف د. سهير عثمان أستاذ الإعلام أن التقدم بمشروع قانون للتأكد من الصحة العامة والنفسية للمقبلين على الزواج خطوة مهمة للغاية وأتمنى تفعيلها فى أسرع وقت لأنها لا تحمى الأسرة فقط من مشكلاتها بل إنها تحمى المجتمع بأكمله من أى عواقب لهذا الزواج،فالقضايا التى تمتلئ بها ساحات المحاكم للعديد من حالات الزواج و كثيرًا منها لم يكمل عامه الاول بسبب اضطراب أحد الطرفين أو عدم قدرته على تحمل المسئولية أو اختفائه دون أسباب وغيرها من النتائج التى تندرج تحت الصحة النفسية و التى يجب على الإعلام التركيز عليها خلال الفترة المقبلة.


وتؤكد أن هناك الكثير من البرامج الخاصة بالمرأة على كل قناة ولكن مع الأسف الشديد هى لا تلمس مشكلة المرأة على أرض الواقع فهى إما تختزل دورها فى الطعام والشراب والموضة أو تتشدد فى التحريض على سلوكيات قد تؤدى إلى هدم المنازل وزعزعة استقرار الأسرة أو مناقشة مشكلات لا تمثل شريحة كبيرة من السيدات وللأسف نسب المشاهدة لمثل هذه البرامج كبيرة.

وتؤثر فى قطاع عريض من المجتمع ولكن أغلب البرامج تجرى خلف الترند فقط..وتقول إن جهود الدولة موجهة دائمًا لدعم المرأة ومساندتها فى كل المجالات و على الإعلام أن يجارى هذه الجهود بالتوازى خاصة المرأة المعيلة والتى تحتاج إلى إبراز دورها بشكل أكبر،بالإضافة إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية للمقبلين على الزواج على أن يتم تخصيص فقرات ثابتة لها فى البرامج ليس فى صورة عرض تجارب أو أزمات أو مشكلات وطرق تجنبها فقط .

بل عن طريق حملات توعية متكررة تساعد الشباب فى فهم الزواج بصورة صحيحة وكيفية تأسيس أسرة بشكل سليم وسوى وألا يقتصر ذلك على البرامج فقط بل على الأعمال الدرامية أيضًا .

 


وتضيف أنه يجب عدم التركيز على النماذج السلبية وعرضها كما حدث مع عروس الإسماعلية بل يجب تسليط الضوء على النماذج الإيجابية المضيئة.


خطوة جيدة
ويرى الدكتور إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف أن مثل هذه الخطوات والجهود التى يتم اتخاذها فى الوقت الحالى والخاصة بالتأكد من الحالة الصحية أو النفسية لمن رغبوا فى اتخاذ خطوة الزواج والاستقرار يعد خطوة جيدة ولكن فى حال تنفيذها بشكل صحيح وألا يقلل أحد الأطراف من جدية مثل هذه الفحوصات لأنهم فى النهاية هم من سيدفعون الثمن أولا ..

وهذا ما تشهده العديد من ساحات المحاكم من العديد من حالات الطلاق وذلك عدم إدراك الطرفين إلى حجم المسئولية الكبيرة للزواج والتى تنتهى بالانفصال فى أسرع وقت وذلك بسبب عدم تهيأة الطرفين أو الكشف عن وجود أى خلل نفسى لأحدهما وهذا ما يؤكد أهمية مثل هذه الفحوصات وإتمامها بالشكل الصحيح .


حملات توعوية
وفى نفس السياق أشاد د. عادل عاشور أستاذ طب الوراثة الاكلينيكية والأطفال بالمركز القومى للبحوث بدور القيادة السياسية والحكومة بالاهتمام بالمنظومة الصحية للشعب المصرى والتى تمثلت فى عمل العديد من الحملات التوعوية للكشف والفحص لكافة أفراد الأسرة من أجل النهوض بصحة المواطنين ورفع كفاءة المنظومة الصحية فى كافة الهيئات والمستشفيات الطبية .


وأوضح أن فحوصات ما قبل الزواج يتم القيام بها لتجنب الأمراض الوراثية ولمعرفة قدرة المقبلين على الزواج على الإنجاب بالإضافة إلى التأكد إن كان أى من الطرفين يحمل أمراضًا قابلة للعدوى بالاتصال الجنسى من عدمه.


وأشار إلى أن هناك عدة أسباب لحتمية عمل فحوصات قبل الزواج وهى تقدم سن الزوجة لأكثر من 35 سنة لأن مع حدوث حمل قد يصحبه زيادة نسبة تسمم الحمل والوفيات للأطفال وكذلك زيادة نسبة الأطفال المولودين بخلل بالكوروموسومات مقارن بمن هم أصغر فى السن .


بالإضافة إلى وجود صلة قرابة بين الزوجين خاصة العائلات التى تعانى من أمراض وراثية فضلا عن وجود تاريخ مرضى لأحد الزوجين أو كليهما والتى قد تنتقل إلى أطفالهما مثل الأنيميا المنجلية ، ضمور العضلات ، وكذلك بعض تشوهات القلب والسكرى والصرع .


وأشار إلى أن الفحوصات الطبية أيضاً تتضمن العديد من النصائح التى تتعلق بالنظام الغذائى خاصة لمن يمارسن الرياضة بشكل عنيف من الشباب أو لمن يتبعن حمية غذائية شديدة من الفتيات ، كما ننصحهن بتناول حمض الفوليك قبل حدوث حمل ، حيث إنه يقلل من نسب تشوهات الجنين .


دورات تدريبية
ومن جانبها أكدت د.رحاب العوضى أهمية الكشف النفسى للمقبلين على الزواج ، حيث لا يختلف عليه اثنان فى أهميته ولكن للأسف المجتمع لا يتقبله ويعتبر آخر شيء يهتم به المقبلون على الزواج أو أسرهم ، فالأولوية للمتطلبات المادية والاجتماعية وآخر الاهتمامات السلوك النفسى وقدرة الزوج أو الزوجة على إدارة الأسرة وتحمل المسئولية والقيام بدورهم كآباء وأمهات .


وبالطبع إذا وجد المقبلون على الزواج كورسات أو دورات تدريبية لا يتم الزواج إلا باجتيازها فإنه شيء يقلل من المشكلات الاسرية والانفصال والمشاكل الفردية وأن حياة الإنسان كلما كانت أكثر هدوءًا ووضوحًا كان لديه انتاجية أفضل تجاه أسرته ومجتمعه.

وبالفعل الكشف النفسى شيء مهم ولكن نتمنى ألا يتحول لمجرد أوراق مختومة بلا أساس مثل الكشف الطبى قبل الزواج الذى تحول إلى مجرد إجراء روتينى .

اقرأ ايضا | قومي المرأة يختتم الدورة الرابعة لإعداد الدعاة لتناول القضايا السكانية