قضية ورأى

فى «الاستدامة».. حياة

أحمد عفيفى
أحمد عفيفى

هل نعيش اﻵن "عصر ما قبل الكارثة" و "حلول الطوفان" ؟. لقد أصبحت موجات التغيرالمناخى أكثر حدة.. سينجو المجتمع العالمى وينقذ ثرواته من النضوب وموارده من الهدر إذا ما استجمع قواه واستدعى شجاعته وتصدى ﻷعباء "المناخ" واتخذ "اﻻستدامة" حلاً وواظب على"التنمية المستدامة"، قفزت"اﻻستدامة" ﻻحتراف البقاء، أى استمرار الموارد الطبيعية والثروات الحيوية إلى أمد غير محدود.


ترتكز"اﻻستدامة"على ثلاثة قطاعات: "الاقتصاد" و "المجتمع" و "البيئة" وكأنها ثلاث دوائر متداخلة و ليست متقاطعة بحيث تدعم إحداها الأخرى. فكلما حقق أحدها مكسباً أصابت الخسائر القطاعين اﻵخرين. ينشأ من "النظام البيئى" "النظام المجتمعى" الذى بدوره يتفرع منه "النظام الاقتصادى". وبما أننا جزء أصيل فى النظام البيئى الشامل، فإن "اﻻستدامة" هى سبيلنا الوحيد نحو تحسين حياتنا.


ويتسع نطاق "اﻻستدامة" لتستهدف وجوها عديدة "للتنمية" بلغت17هدفا من بينها جودة الغذاء والصحة والتعليم، وخفض معدلات الفقر و منعه توفير فرص العمل، وتعزيز المساواة والتعاون والشراكة، واﻻلتزام بالطاقة المتجددة فى الاقتصاد والصناعة وابتكار البنى التحتية، اﻹنتاج المسئول والاستهلاك الرشيد، وإجراءات مناخية حقيقية، وحماية الحياة براً ونهراً وبحراً، وتحقيق السلام والعدل مع امتلاك مؤسسات قوية. و سوف يضاف فى القريب العاجل الهدف رقم 18 الذى ينص على "اﻻستغلال الصفرى للحيوان" أى اﻵمن بيئيا إشارة إلى "صفر تلوث" جراء استخدام الحيوان فى العلم والحياة.


منذ أكثر من ربع قرن، وفى نوفمبر من كل عام يتجدد موسم الحديث عن "المناخ" وتغيراته وتحدياته، ونندفع دفعاً نحو عقد المؤتمرات والمنتديات واللقاءات على أرفع المستويات للنظر فى المآﻻت والتداعيات وطرح الحلول والرؤى حتى وصلنا فى 2021 إلى "كوب26" بجلاسجو. وسنويا نطلق على كل منها "قمة الفرصة اﻷخيرة" والعرض مستمر فى مشهد مثقل بالتناقضات والحال يراوح مكانه. إنها بلا شك "أزمة ثقة" فى الحقائق على اﻷرض مغلفة بثقافة "دع الخلق للخالق" التى تملكتنا وسيطرت علينا وأصابتنا باللامباﻻة وعدم اﻻكتراث والأخذ بالأسباب قبل أن "نعقلها و نتوكل". نحن لا نستطيع الاستمرار فى حياتنا "الطبيعية" و مستقبلنا مليىء "بألغام المناخ". فهل "كوب27" بشرم الشيخ المنتظر فى 2022 هو آخر الفرص بحق؟؟..
● استاذ بعلوم القاهرة