بعد وفاة الأب.. عذب ابنة شقيقه حتى الموت

الطفلة أنوار
الطفلة أنوار

حبيبة جمال

..هل تتذكرون حكاية الطفلة أنوار، تلك الطفلة البريئة التي مات والدها وسافرت أمها إلى بلادها، وبدلا من أن يحافظ عليها وعلى اشقائها العم والعمة صار الاثنان يعذبونهم، وكانت النهاية هي مقتل الطفلة انوار؛ الأسبوع الماضي أسدلت محكمة جنايات بنها الستار على القضية بمعاقبة العم والعمة بعد خيانتهما للأمانة، وإليكم التفاصيل.  

لم يراعِ صغر سنها وأنها أصبحت يتيمة ولا تجد من يحنو أو يعطف عليها، فبدلًا من أن يقوم عمها وعمتها بدور الأم والأب؛ نزعا ثوب الأمومة والأبوة، وأقاما  حفل تعذيب على جسد الصغيرة، فلم يتحمل جسمها النحيل التعذيب أكثر من ثلاثة أيام حتى فقدت حياتها للأبد.


الحكاية بدأت قبل ١١ عاما من الآن، داخل بيت صغير بقرية كفر مويس، التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، هنا ولدت بطلة قصتنا أنوار، طفلة جميلة، عندما تقع عينك لا تملك إلا أن تحبها، ملأت أنوار التي هي اسم على مسمى البيت بهجة وسعادة، هي أصغر أشقائها، متفوقة في دراستها، حلم والدها أن يراها في يوم من الأيام طبيبة، لكن المرض لم يمهله، ظل يعاني منه لسنوات حتى توفى، في تلك اللحظة انقلبت حياة أنوار رأسًا على عقب، كل شيء تغير، الهدوء الذي كانت تعيش فيه تحول لصخب، الحب والحنان تحول لحرمان وقسوة. 
فبعد موت الأب، كانت الأم المسكينة تحاول أن تربى أطفالها في هدوء، لكنها تعرضت لمضايقات من شقيقة الزوج، وتم تهديدها بترك البيت والعودة لأسرتها وإذا لم تفعل ذلك ستحرم من رؤية أطفالها للأبد، لم تتحمل الأم المسكينة والتي وجدت نفسها وحيدة فهي تحمل جنسية إحدى الدول العربية، لم تجد حلا أمامها وخوفا من عدم رؤية أولادها أن تترك بنها وتسافر لبلدتها، بعدها قررت العمة هانم أخذ أطفال شقيقها للعيش معها، وبدلا من أن تكون أما ثانية لهم، كانت أداة لتعذيبهم، كل مشاعر القسوة ظهرت، فكانت دائما ما تعتدي عليهم بالضرب المبرح وخاصة الطفلة المسكينة أنوار، حتى جاء اليوم الأخير في جدول الضرب وكانت آخر علقة موت لأنوار، بعدها فقدت الصغيرة حياتها للأبد. 


يوم الجريمة


نشرت أشعة الشمس خيوطها في هذا اليوم، نبضت الحياة من جديد، بدأت تدب الحركة في الشوارع، فتح أصحاب المحلات متاجرهم، وبسط الباعة المتجولون سلعهم على الأرصفة، حتى فوجئ الأهالي بعمة الطفلة أنوار وعمها يحملاها داخل بطانية ويسرعان نحو مستشفى بنها الجامعي بحجة أنها ألقت نفسها من الطابق الخامس، بتوقيع الكشف الطبي عليها، كانت هناك آثار للحروق والصعق بالكهرباء وكدمات في أنحاء متفرقة من جسدها، على الفور تم إبلاغ مركز الشرطة، وكانت كل الشكوك تتجه نحو عمة الطفلة، إلى ان ابلغ شقيق أنوار الشرطة بكل شيء يعرفه، فهو واشقاؤه كانوا يعيشون في عذاب مستمر، وأن شقيقته راحت ضحية جحود وقسوة عمته وعمه، فقبل الوفاة بثلاثة أيام اكتشفت العمة اختفاء مبلغ ٢٠٠ جنيه، ظنت أن أنوار هي التي أخذتهم، فظلت تضربها وتصعقها بالكهرباء، ولم تكتف بذلك بل استدعت عم الطفلة ليستكمل حفلة التعذيب على جسد الصغيرة، ثلاثة أيام ضرب متواصل دون طعام أو شراب، حتى صعدت روحها للسماء، ظل الاثنان يفكران في طريقة من الهروب من المسئولية، فهداهما تفكيرهما بأن يقولا أنها ألقت بنفسها من الطابق الخامس، وبهذا يفلتان من العقاب، ألقي القبض عليهما واعترفا بارتكابهما الواقعة بغرض تأديبها لسرقتها الأموال.


القصاص


انتشر خبر وفاة الطفلة كالنار في الهشيم، رسم الحزن خيوطه في كل بيت من بيوت القرية، الكل اعتبرها ابنتهم، ودعها الأهالي في مشهد جنائزي حزين لمثواها الأخير.
ظلت القضية متداولة داخل ساحة المحكمة، وبعد ٩٠ يوما أسدلت محكمة جنايات بنها الستار عليها بالسجن المشدد سبع سنوات لعم الطفلة، والمشدد ٦ سنوات لعمتها.