هيثم وحيد يكتب.. ورحل كبير المسرح العربى جلال الشرقاوى

جلال الشرقاوي
جلال الشرقاوي

عصافير الجنة جمعتنى به لاكتشف انه المرعب شكلا والطيب مضمونا.. رحل الفنان القدير جلال الشرقاوى عن عمر يناهز ال88 عاما بعد صراع مع فيروس كورونا الذى اصابه منذ عدة ايام مضت..وللراحل الكبير اعمالا فنية كثيرة سواء اخراج او انتاج او تمثيل..واغلبها علامات مهمة فى تاريخ الفن العربى..فمن ينسى مسرحيات مدرسة المشاغبين..والبغبغان والجوكر وع الرصيف ودستور ياسيادنا وعطية الارهابية وراقصة قطاع عام وغيرها من المسرحيات التى تعد اهم الاعمال المسرحية فى تاريخ المسرح العربى..فهو رائد من رواد المسرح العربى وكبير المبدعين سواء مخرجا او منتجا..كما انه اخرج وانتج للسينما افلام مثل العيب منتجا..واعظم طفل في العالم مخرجا..كما انه كممثل كان مبدعا بشكل مرعب يمتلك من الموهبة فى الاداء ماجعله مميزا وقديرا فى فن الاداء فمن ينسى دوره فى مسلسل الحب واشياء اخرى وفى فيلم الرجل الذى فقد عقله..فهو مبدع لدرجة الإتقان الذى يجعلك كمشاهد لا تستطع ان تفرق بين الحقيقة والخيال..وانا واحد من هؤلاء حيث التقيت معه عندما رشحني له صديقنا المشترك الصحفى الكبير محمود كربل ككاتب لسيناريو فيلم سينمائى كان وقتها فكرته مختلفة تماما ولم يتطرق لها احدا..ولانه فنان كبير وقدير اول ماسمع الفكرة طلبنى على الفور فذهبت اليه فى مسرح الفن الذى يملكه والتقيته وانا كلى رعب من هذا الفنان الذى اخافه من مجرد ظهوره على الشاشة..وايضا هناك من عمل معه واشتكى من تعامله الصارم..المهم اننى ذهبت وما ان دخلت مكتبه الافوجئت بناس كثيرة حوله من نجوم المسرح انذاك سواء تمثيل او كتابة.فقلت فى داخلى ماذا لوعاملنى بشكل محرج امام هؤلاء النجوم..وهى لحظات وكأنه يقرأ مابداخلى فجأة سمعت صوته الاجش الرخيم يرحب بى ويستقبلنى ولا كأننى سيناريست عالمى مع العلم اننى لم اكن نفذت اى عمل فنى لى..ويرحب بى ويوصف فى وفى ما كتبته من سيناريو واكد للحضور اننى سيكون لى شأن كبير ككاتب سيناريو فى المستقبل وكانت هذه ثانى شهادة فى حقى وفى موهبتى كسيناريست بعد النجم الكبير الراحل محمود ياسين رحمهما الله ياىب..ليتسرب بداخلى الارتياح تدريجيا..وبدأت اشعر مع الوقت باننى اتعامل مع اب لى..واعتذر من الحضور وانتقلنا هو وانا لغرفة اخرى ليوقع معى عقد الفيلم وخرجت من عنده موقعا فيلمين احدهما كنا سابقين به عصره وهو عن اصحاب الهمم..وكان ذلك فى عام 2000 .. وتعددت لقاؤاتنا سواء فى المسرح او فى منزله خلف مسجد مصطفى محمود ..ليرحل عن عالمنا بعد أن قدم اهم الاعمال الفنية سواء مسرحية او سينمائية او تلفزيونية تاركا لنا إرث كبير يستفاد منه صناع وعشاق الفن العربى..رحم الله جلال الشرقاوى المرعب شكلا..والطيب مضمونا.