الأزمة الأوكرانية.. هل تتخلى أوروبا عن خدمات واشنطن؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصاعدت التوترات بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ومسؤولين في الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، وسط خلاف حول كيفية تفسير ونشر تقييمات الاستخبارات الأمريكية التي تقول إن روسيا يمكن أن تستعد لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: بوتين وماكرون يبحثان أزمة كييف.. وباريس: تقدم إيجابى لـ«رباعية نورماندى»

وبحسب شبكة cnn ، يظهر الخلاف، فإن القلق المستمر داخل أوكرانيا، في استخدامها كبيدق في الدراما الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، وأن مخاوفها ثانوية لمجموعة أوسع من النزاعات بين قوتين عالميتين، حتى في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى دحض هذه الفكرة، أصبح المسؤولون الأوكرانيون أكثر صراحة بشأن الشعور بالتجاهل وسط التوترات المتصاعدة.

وأشار زيلنيسكي أكثر من مرة، أن الرئيس الأمريكي يسمع من الوسطاء الوضع في أوكرانيا وليس منه ، وذكر في تصريح له  "أنا من يعيش هنا وأعرف إلي أي مدي تصل الأمور"، في إشارة إلي تصعيدات واشنطن وحلف الناتو  من حشد للقوات علي الحدود الأوكرانية الروسية.

وهو الأمر الذي أخاف فلاديمير زيلنيسكي، خاصة وأن أي تداخلات عسكرية سواء من روسيا أو واشنطن وحلفاءها ستكون حربا عالمية ثالثة علي أراضيه، ما دفعه إلي طلب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتهدئة الأوضاع. 

لذلك يري الدكتور نبيل رشوان المحلل السياسي، أن طلب زيلنيسكي لم يجد استجابة، خاصة وأن روسيا تعتبر مشكلة إقليم الدونباس داخلية وكرر الرئيس بوتين ذلك وطلب من الرئيس الأوكراني الجلوس مع مواطنيه. 


كما أشار رشوان أن الرئيس الأوكراني يسوق حاليا لخطابين متناقضين الأول للداخل،  يدعو فيه للهدوء وضبط النفس ، والآخر للغرب يعزف على وتر التصعيد، خاصة وأن الرئيس الأوكراني يدرك أنه إذا حاول التفاوض أو تقديم تنازلات لروسيا لن يبقى في السلطة.

 وأوضح رشوان أن مسألة الحرب مع أوكرانيا مستبعدة، وان الأوضاع الحالية لا تسمح بنشوب حرب ، خاصة وأن أوكرانيا قد لا تدخل الناتو قريبا،  رغم إصرار القوميين الأوكرانيين على عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي مع أنها بالمعايير لا يمكن ضمها في المستقبل القريب ، نظرا لاحتياجها العديد من الإصلاحات،  وقد تستقر بالنهاية إلي أن تكون محايدة مثل فنلندا.

ومع كل التصعيدات الأخيرة يري رشوان أن فكرة زيادة التصعيدات لإجبار أوروبا التخلي عن خدمات واشنطن هي فكرة صعبة في الوقت الحالي لاسيما وأن الولايات المتحدة تحاول استعادة هيبتها بعد أفغانستان، وتسعى لإجبار روسيا على سحب قواتها من مناطق الحدود مع أوكرانيا لتبدو منتصرة ومن المتوقع التوصل لتسوية، تنهى مشكلة الدونباس، وهو ما لا ترغبه روسيا حاليا،  لأن الخطوة القادمة ستكون القرم، وهذا صعب بالنسبة لروسيا.