أماني عبدالله تكتب.. صرخة قطة

أماني عبد الله
أماني عبد الله

غنها صرخة تعالت وبلغت عنان السماء
هل تستعجبون؟.. ان تصل صرختها للسماء.. فسبحان من انزل في النملة قرءان يتلي.

ففي تفسير بن كثير للاية رقم ١٨ من سورة النمل حيث جاء في قول الله تعالي:

(حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ (18))
ومعني الأية الكريمة هنا:
أنه حينما مر سليمان، عليه السلام  بمن معه من الجيوش والجنود على وادي النمل، ( قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ) .
  وقد قيل  : أن اسم هذه النملة حرس ، وأنها من قبيلة يقال لهم : بنو الشيصان ، وأنها كانت عرجاء ، وكانت بقدر الذيب.
وانها : خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها ، فأمرتهم بالدخول إلى مساكنها ففهم ذلك سليمان ، عليه السلام ، منها .
وامر جنوده بتغير المسار...نعم من اجل نملة تغير مسار جيش..انها الرحمة والانسانية ...فعندما مر سيد الخلق صلي الله عليه وسلم بجيشه.. وكانت هناك.. قطة ترضع اولادها...خاف عليها ..ان تفزع من صوت صهيل الخيول وخطوات الجنود ...امر الجيش بتغير مساره...انها ...القطة صاحبة ابو هريره..اطلق عليه ابو هريرة لانه كان يخبأها في كم عبائته...اسماها الرسول صلي الله عليه وسلم بالطوافون واباح استيطانها في البيوت.. والكلام عن الهرة كثير.. ولم يذكر قط .. انه قد استباح.. قتل القطة .. لمجرد هوى بالنفس.. فمن المعروف.. أن البيت التي تقطنه القطة.. لايدخله فأر ولاثعبان.. ولااي شيئ به اذي للانسان.
واذا كانت القطة تصنف علي انها نفس 
فلقد حرم الله قتل النفس الابالحق
فمن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا
وبعد كل هذا ....ياتي اناس من البشر 
علي درجة كبيرة من الوعي والثقافة ...اخذوا علي عاتقهم قتل القطط ...وتسميممهم...بدون وجه حق ..لماذا...لمجرد ان القطط تدخل العمارة التي يقطنون بها..والحجة ان زوجاتهم... واولادهم ...لديهم فوبيا من رؤية القطط...وان القطط يقومون بقضاء حاجتهم امام مساكنهم  وبالرغم ان الحل جد بسيط فكان من اليسير عليهم ان يقوموا بشراء الاسبراي الخاص بالقطط ليضعوه امام العتبات حتي يظل المكان نظيفا فهذا الاسبراي بمجرد رشه في المكان يمنع القطة من قضاء حاجتها فيه فهؤلاء السكان الذي قارب سعر شقته .علي ٢ مليون جنيه هل ثمن الاسبراي مشكلة بالنسبة له ..بالطبع لا ولكنه الارهاب الذي تسلل الي النفوس فأباح قتل القطط الابرياء..وقد كان .واجتمع سكان العمارة ...وكان الشيطان حليفا لهم ..واخذوا قرار...بالتخلص من القطط التي تدخل العمارة..  قدموا لهم في البداية ...احشاء الفراخ المسمومة...فلم يقتربوا منها ....وبكل دهاء قاموا بشراء الاسماك والتونة وكل ذو رائحة زكية وشهية ...وكانت الرائحة لاتقاوم من قبل القطط الغلابة الذين اكلوا ..وملئوا بطونهم ظانين انها اكلة الهنا...وبكل حزن واسف...راحت القطط في خبر كان لم ينجو الا ريحانة ونوتيلا.  هاتان القطتان التي حلتا ضيفتان علي احدي ساكنات العمارة....وكانت ريحانة ..حامل اوشكت علي الولادة وكذلك نوتيلا..وبعد ان تمت الولادة بسلام لكلا من القطتان ....ارادت ريحانة الخروج من سكنها الفاخر لتبلغ ابو الابناء ان كل شيئ علي مايرام  وتعاهدا ان تحضر له الاولاد في المرة القادمة حتي تتكحل عيناه برؤية فلذات الاكباد ...ولكنها فرحة ذهبت ادراج السماء ففي طريق العودة لصديقتها ..اشتمت رائحة الوجبة الشهية ..فاكلتها وما ان فرغت منها حتي فارقت الدنيا....تاركة ورائها اطفالها..لقد اغتالوها دون اي رحمة او شفقة..اين الانسانية ...كيف استباحوا حياتها لمجرد ..ان وجودها يؤرقهم ....ولكن صوت صرخة ريحانة ..وهي تفارق الحياة وكأنها تدعو علي من ظلمها...وحرم اطفالها من امهم ...نعم صراخ ريحانة ذكرني بذلك الفيلم الايراني الذي شاهدته مرة في التلفاز عبر القنوات الفضائية 
ويحكي ان امرأة قامت بأخذ صغار القطة التي ولدت عندها واوضعتهم داخل سلة والقت بهم  في النهر دون شفقة ولارحمة ...وتصادف مرور  الصبيان بحافة النهر...فشاهدوا ..هذه القطط الصغيرة فتطوع احدهم لانقاذها ...ولكن تيار النهر اخذه ..وغرق
هل تعلمون من كان هذا الصبي؟ انه ابن المرأة التي القت بالقطط ...في النهر...نعم عندما صرخت الام علي ابنائها ..سمع الله صرختها...وكان الجزاء من جنس العمل...مات وحيدها غرقا ...كما ارادت غرق صغار القطة
واني لأتسائل ...اذا كانت روح انسان تعدل روح قطة...فماذا سيكون عقاب هؤلاء....هل اصبحنا في زمن ضاع منه الامان حتي ان القطط باتت تلعن الانسان...ونحن جميعا مسؤلون عن تلك الارواح وحتما سيحل علينا البلاء 
اذ لم يتحرك الجميع...لوقف هذه الحملة ..المشينة لقتل القطط والحيوانات البريئة دون وخزة ضمير او ندم...ولتكن صيحتك ياريحانة مدوية ...ليشعر بها المسؤلين والمهتمين ....بحقوق الحيوان والانسان ...ارجوكم لاتسمموا مخلوقات الله