كل سبت

سعده مازال بيننا

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

يرحل عن حياتنا الكثيرون لكن قلة تبقى فى قلوبنا مهما عدت السنون على الوداع بأعمالهم الخالدة ومسيرة عطاء تستفيد منها الأجيال ويبقى الكاتب الراحل الاستاذ ابراهيم سعده واحدا من هؤلاء العظماء فى عالم الصحافة فرغم رحيله وفقد واحد من اقوى واكثر الاقلام رشاقة فى تاريخ صحابة الجلالة الا اننى اشعر ان سعده مازال  يعيش بيننا بتاريخه الصحفى الثرى ودروس فى فنون المهنة بل والاخلاق التى كان يحرص على وجودها بين تلاميذه وتسبق الحرفية فى الكتابة والتناول، ثلاثة أعوام مرت على رحيل صحفى حفر اسمه من ذهب فى أذهان وعقول قراء الصحافة المصرية خلال عقود ومن أبرز الكتاب الذين أثروا فى تاريخ الصحافة المصرية والذى خاض صولات وجولات على مدار 40عاما منذ اكتشفه الكاتب الكبير مصطفى أمين فى ستينيات القرن الماضى وحتى استقالته فى شهر يونيه عام 2005 بل وكتب استقالته فى مقال بعنون « اريح واستريح» فى اخبار اليوم اعتراضا على تدخلات امانة السياسات وجمال مبارك  وكان سعده أول صحفى يعلن استقالته من منصبه عبر مقال ينشره عبر الصحيفة التى يترأس تحريرها وقتها كتب سعده ضمن مقالته التى أحدثت زلزالا فى شارع الصحافة لا شأن لى بما تخطط له لجنة سياسات الحزب الوطنى الحاكم برئاسة جمال مبارك فهذا شأنهم وتلك قناعاتهم ولكن من حقى فى المقابل أن أحافظ على كرامتى وعلى البقية الباقية من احترام الآخرين لشخصى وأطالب مجلس الشورى بقبول استقالتى لـ «أريح وأستريح» وكانت هذه آخر كلمات سطرها إبراهيم سعده فى مقاله التاريخى.


الحقيقة كنت من المحظوظين الذين تعاملوا مع إبراهيم سعده عن قرب لمدة 6سنوات أكاد أجزم اننى مازلت اعيش على ذكرها واتنفس رحيق تلك الأيام التى شكلت حياتى انا وزملائى ممن عاصروا وتعاملوا مع ابراهيم سعده الذى لم يبخل يوما فى تقديم تجاربه وخبراته لنا.
وزى النهاردة وفى يوم 12 ديسمبر ٢٠١٨ كان يوم الفراق الصعب ورحل عن دنيانا إبراهيم سعده بعد صراع مع المرض ليترك لنا مدرسة صحفية شريفة وقوية نتعلم منها تعتبر نبراسا تضىء لنا الطريق فرحم الله الاستاذ سعده وأسكنه فسيح جناته.