قصر الشناوي بالمنصورة.. «بيت أمة» تحول لجراج سيارات | فيديو وصور

قصر الشناوي
قصر الشناوي

 
◄ علي ذمة الآثار من سنة 1999 والنتيجة «صفر»


◄ شهد عصر سعد زغلول والنحاس وعبدالوهاب وأم كلثوم 


◄ مبنى القصر تحول إلى مقر لموظفي الآثار 
 
 
قصر الشناوي، أو كما يسميه البعض «بيت الأمة»، أحد أجمل القصور المعمارية الفنية في مصر، والذي أنشأه محمد بك الشناوي عين أعيان مدينة المنصورة، والعضو الأسبق بمجلس الشيوخ والنواب، وأحد الأعضاء المؤثرين بحزب الوفد، يقع اليوم فريسة للإهمال.


 يقع قصر محمد بك الشناوي في 88 ش الجمهورية (فؤاد الأول سابقا) وكان بجواره، قصر «نُصِير باشا» الذى تم هدمه في منتصف التسعينات وتحول إلى أبراج سكانية.
 
يقول الدكتور محمود المحمدي عضوٍ اتحاد الأثريين المصريين وخبير الإرشاد السياحي، إن قصر الشناوي يعتبر تحفة معمارية فنية على أرض مدينة المنصورة، حيث بني على الطراز الأوروبي الكلاسيكي.
 
ويضيف في تصريحاته لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن أهل الدقهلية مازالوا يطالبون بتطوير «بيت الأمة» وتحويله إلى متحف بعد وعود هيئة الآثار عقب شراء القصر من الوريثة الأخيرة الراحلة ثريا الشناوي.

 

اقرأ أيضا : قصر حنا فوزي بالمنيا.. أثر منهوب تسكنه الثعابين والخفافيش


 
تاريخ ووصف القصر
ويكمل «المحمدي» قائلا إن قصر الشناوي بني عام 1928 بأيادي فنيين وعمال إيطاليين، وإشراف إيطالي، كما تم الاستعانة ببعض مواد البناء من إيطاليا، منها  السُلَم الخشبي، والأعمدة الأيونية بكافة ثكنات القصر، وأسانسير الطعام، وباركيه الأرضيات، حتى السور الحديدي تم استيراده من إيطاليا، والذي أقيم دون لحامات، بطريقة «عاشق ومعشوق وأفيزات تربط السور»، وحتي الآن هذا السور يصلح لـ ١٠٠ عام أخرى، نال هذا القصر شهادة من رئيس إيطاليا عام ١٩٣٠ تشهد أن قصره من أفضل القصور التي شيدت على الطراز الإيطالي خارج إيطاليا.
 
زيارة سعد زغلول
وأكد المحمدي أن هذا القصر شاهد عيان على الكثير من الأحداث التاريخية الكثيرة، سواء السياسية، أو الاقتصادية، والفنية أيضا، والتي جرت في النصف الأول من القرن الماضي، وكان أول حدث، هو زيارة الزعيم سعد باشا زغلول، والذي شهد دخوله القصر تجمع جماهيري لم يحدث في تاريخ مدينة المنصورة، ثم زيادة الزعيم مصطفى النحاس، وخصص محمد بك الشناوي جناح خاص للنحاس باشا.
 
عظماء مصر بالقصر
وأضاف خبير الإرشاد السياحي حول سرد أحداث القصر، أن محمد بك الشناوي، والذي يعتبر من أثرياء مدينة المنصورة، وكان لديه 9 أبناء، رجلين وسبع بنات هم "عزيزة يليها إلهام وزكي وأمينة وتهاني ونعمات وسعد وزينب وثريا، وكان يمتلك نصف مدينة المنصورة، وكان يدير أملاكه هو وأبناءه، منها مضرب الأرز، ومصنع للطوب، ويعتبر محمد بك الشناوي أحد مؤسسي حزب الوفد، وعضو بمجلسي النوب والشيوخ، واستمر النشاط السياسي بالقصر، حيث أن ابنه الكبير زكي بك الشناوي كان عضوا في البرلمان والحزب السعدي، وكان صديقًا لنبيل عباس حليم، واستقبل شيخ الجامع الأزهر حينما جاء إلى المنصورة لافتتاح المعهد الديني الذي أقامته عائلة الشناوي لخدمة أبناء المنصورة بعد وفاة محمد بك الشناوي، وأيضا مبرة الشناوي الشهيرة.


 
واستقبل أيضاً القصر، كل من محمود باشا النقراشي رئيس الوزراء، وأحمد باشا ماهر، وقام بزيارة القصر، وزير الداخلية إبراهيم باشا عبد الهادي رئيس الوزراء في ذلك الوقت بالحضور لجنازة المرحوم زكى الشناوى عند وفاته.

 

اقرأ أيضا : «قصر فانوس»..عمره 110 عام وبه 365 نافذة بعدد أيام السنة 


 
كوكب الشرق .. وعبد الوهاب
وعندما تزوج الدكتور سعد الشناوى دكتور الشريعة والقانون، والابن الأصغر من الذكور لمحمد بك الشناوي، أقيم حفل الزفاف بالقصر وأحيت الحفل سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، واستضاف الدكتور سعد الشناوى الموسيقار محمد عبد الوهاب مرات عديدة بالقصر، حيث كان صديقا شخصيا للموسيقار محمد عبدالوهاب وكان يجلس فى الدور الثالث ويقوم بتلحين أهم الأغانى، حيث كان يجلس عبد الوهاب، فى الغرفة المطلقة على النيل ليستلهم أعذب ألحانه، وخصص الطابق الثاني لعبد الوهاب، ومنع أي إزعاج له، طوال فترات إقامته بالقصر.
 
وصف القصر
 يتكون قصر الشناوي من دور أرضى وأول بالإضافة للبدروم، يتوسط مبنى القصر حديقة تحتوى على أشجار نادرة ومتنوعة ونافورة تراثية تقع بالحديقة الخلفية للقصر قديماً، وكان هناك ملعب للتنس الأرضي، ملحقة بالقصر، إلا أنه فى التسعينيات من القرن الماضى، قام ملاك القصر باقتطاع الملاعب من مساحة الحديقة وبيعها لأحد الشركات الإستثمارية التى قامت ببناء مشروع تجارى سكنى قطع الإطلالة المميزة المباشرة لحديقة القصر على نهر النيل، والتى كان يتمتع بها قبل بناء السد العالى وانحسار النيل فى الستينيات من القرن الماضى.


وتنتمى واجهات القصر للعمارة الأوروبية وهى ذات طراز الأوربي، والتي تندمج مع ملامح عمارة البحر المتوسط، ويظهر هذا من تكوين الكتلة والزخارف الجصية الرائعة ( فورم جبسيه) والتى تزين الواجهات الأربعة للقصر.


وفى عام 2005، قامت وزارة الثقافة بشراء القصر من مُلاكه، وقام المجلس الأعلى للآثار بتسجيله كأثر إسلامى، وبدأت وزارة الآثار بالإعداد لمشروع ترميم القصر وتحويله لمتحف قومى لمحافظة الدقهلية، منذ تاريخ الشراء، إلى الآن.


واختتم الدكتور محمود المحمدي خبير الإرشاد السياحي، أن حلم أبناء الدقهلية بعد إهمال القصر، وأن يكون مقر متحف الدقهلية، كشاهد عيان، لأحداث مر عليها أكثر من ٩٠ عاما.
 
وريثة القصر 
والمحمدي يقول إن الراحلة ثريا الشناوي قد أهدت له بصفة شخصية في ٢٠١٥،  للقصر وزيارة سعد باشا زغلول، صورة شهادة الرئيس الإيطالي بكونه أفضل القصور التي تم تشييدها خارج إيطاليا، وقد طالبت الراحلة ثريا الشناوي، مراراً وتكرارا أن يكون متحف  وبدأت في اتخاذ أكثر من إجراء قانوني ،واليوم وبعد مرور عام من رحيلها، لم يتحقق حلمها إلى الآن.

 

مقر للموظفين
وأوضح أن قصر الشناوي بات مَقرا لموظفي هيئة الآثار، ودفتر حضور وانصراف، فيم لم يتم استكمال التطوير بسبب قلة الإمكانيات.

 

طلب إحاطة
وكانت لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، برئاسة الدكتورة درية شرف الدين، قد ناقشت يونيو الماضي طلب الإحاطة المقدم من السيدة النائبة ضحى مصطفى عاصي بشأن مصير قصر الشناوي وتوقف تحويله إلى متحف بعد تسجيله في عداد الآثار الإسلامية عام 1999.

 

وأوضحت النائبة أنه بعد فترة من وضع السقالات وبدء أعمال التشييد توقفت العمليات الإنشائية وتحول ساحة القصر إلى جراج للسيارات، مشيرًة إلى أنه كان من المقرر افتتاح القصر فى 30 يونيو 2018 لكن لم يحدث ذلك.

 

وأكد الدكتور أسامة طلعت رئيس هيئة الاثار الإسلامية، والقبطية أن الوزارة مستمرة في عمليات التطوير ولكن الشركة المنفذ للمشروع انسحبت ما أحدث حالة من الارتباك في تحديد موعد افتتاحه لذلك عملت الوزارة على إجراء عمليات الترميم الدقيقة للقصر بعد زيارة الوزير خالد العناني للموقع 2016 وتم التعاقد مع مجلس الدفاع الوطني، وجرى الانتهاء من الطابق العلوي بالكامل، ثم توقفت عملية الصيانة في 2018  لعجز التمويل نظراً لتراجع إيرادات الوزارة ثم  جائحة كورونا.

 

وأضاف أن القصر سيكون متحفا قوميا كبيرا يضم عددا من المقتنيات للشناوي بك ، وجلب آثار تعود لعهد أسرة محمد علي والحقبة التي شهدت بناء القصر لتكون شاهدة على تلك الفترة، مشيرًا إلى أنه تم رصد 35 مليون جنيه لعملية التطوير والصيانة في الموازنة الجديدة.