فيلم رعب

فيلم رعب
فيلم رعب

وعلى كنبتى أم ورد كتير تمددت أرد على المكالمات الواردة، كل المكالمات لن استثنى احدا اليوم، حتى الارقام الغريبة ورسائل واتساب، بل سأرد على مكالماتى الواردة كلها من الوزير وحتى جناب الغفير، الكل اليوم يستحق مكافأة صبره وطول تحمله.


فى احدى مكالمات هذا اليوم المفتوح قال أحدهم: هابى هالوين..

فصمت، فكررها: هابى هالويين، فاستمرأت صمتى، فقال: ايه انت يا اسطى مابتخافش!


فأجبت بهدوء لامبالِ: لا شيء فى العالم يصيب بالرعب او يثير الفزع فكل الاشياء محتملة، ومادامت كل الأشياء ممكنة فأنا لا أخشى حدوثها ثم ان الهالويين ده بتاع العيال «السيكى ميكى»، لكن احنا نفوت فى الحديد.


من التليفزيون سمعت الخبر: الكوكب مهدد بالاحتراق، وأعاصير قوية تنتظر خلف الأبواب اذا وصلنا الى ٢٠٣٠، أما البراكين فغير مستبعدة ذلك أن حرارة الغلاف الجوى سترتفع الى مستويات يصعب السيطرة عليها وستزيد من حرارة باطن الأرض، واذا ارتفعت الحرارة فى باطن الأرض ستغلى حمم البراكين وتتفجر وتسيل من كل فوهة، هذا بالطبع سيتسبب فى ذوبان الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى وترتفع مناسيب المسطحات المائية فتتدفق وتبتلع المدن الساحلية والشاطئية بمن عليها، أما مرحلة التآكل فللأسف كانت مرحلة العيال التوتو ومضت ولن تعود.


لا يهم، فكل الأشياء تحدث، أنا أعرف ذلك جيدا، على المحطة التالية وقف المذيع الفظيع يتساءل هل العالم جاد بما يكفى لمواجهة التغيرات المناخية، ويسأل كيف سيوقف العالم ظاهرة التصحر والرعى الجائر والصيد الجائر والرعى الجائر والجفاف والحفر فى أعماق الأرض، ثم صمت وأردف: الله.. أمال فين روسيا والصين، لماذا لم تحضران قمة انقاذ الأرض!


كل ذلك لايهم، فنحن فراعين وقلبنا أسد ولا نتأثر أو نخاف، وكل متوقع آت فقط كل ما علينا هو افتراض الأفضل، ثم ترددت الكلمة من حولى مرات كأن صدى ما يقع للصوت: افتراضى.. راضى.. راضى.. راضى.


مارك زوكربرج يعلن على الشاشة توصلهم أخيرا فى مجلس ادارة العالم الى امكانية ما تؤهلك الى بلوغ حالة التماهى المطلقة مع الافتراضية الكاملة ويعلن تغيير اسم الموقع الأزرق «فيسبوك» الى «ميتا»، وهذا الميتا بعيد تماما عن الميتة ولحم الخنزير وما أكل السبع لكنه أكثر رعبًا من كل شيء، هو فقط يعدك بـ «مسخك مسخ دميم ماحدش يطيق يبص له».


ثم فجأة فاصل اعلانى قصير جدا فالأمر لا يحتمل التأخير، عُرضت خلاله اعلانات فخمة اعتقدتها فى البداية لبرفان ما مُستخلص من عصارة دهن الذئب السيبيرى المنقرض، لكنها حملات لشركات لقاحات ضخمة تدعو العالم لسرعة تلقى لقاحاتهم للتحصن ضد أوبئة العصر، فنحن مقدمون على «New Era» أو حقبة زمنية جديدة، وهذا العصر لابد أن يدخله الأصحاء والشباب والمحصنون، ولا مكان فيه لكبار السن أو المرضى.
انتهى الفاصل وعاد المذيع اللميع بصوت مخيف ثم قال: «استعدوا.. فالأبد الآن».


الى هنا وربك والحق شعرت بالخوف، الخوف الشديد جدا، ماهذا النوع من الحاجات، كل الحاجات أصبحت غريبة جدا صارت مخيفة، حتى اللغة والكلمات والعبارات كلها تخوف.

على الفور أعدت الاتصال بصديقى بتاع «هابى هالويين»، وقلت له «كل هالويين وانت طيب يا حبيبى.. تعيش».