بقلم مصرى

شيكاغو يا مرسى

    صلاح سعد
صلاح سعد

من السهل الاقتباس ولكن الصعوبة تكمن فى التمصير بمعنى آخر يستطيع الكاتب أو المؤلف أن يقتبس فكرة من عمل أجنبى ويعيد طرحها بمعالجة جديدة فى مسلسل أو فيلم.. ولكن هل كل فكرة اجنبية يمكن تمصيرها وتقديمها فى عمل مصرى ؟! 


الاجابة بطبيعة الحال بالنفى نظرا لاختلاف المعايير والعادات والتقاليد فالمسموح هناك قد يكون ممنوعا هنا ولا يجوز الاقتراب منه شكلا أو موضوعا..

فقد سبق للسينما أن قدمت العديد من الأفلام المأخوذة عن روايات عالمية وحققت نجاحات كبيرة على المستوى الفنى والجماهيرى لأن أفكارها كانت تصلح لتقديمها فى كل مكان وزمان ولا تخرج عن المألوف أو تشذ عنه..

ولكن على الجانب الآخر كانت هناك أعمال مقتبسة لم تحقق النجاح المنشود لأنها اعتمدت على أفكار وموضوعات لا تتناسب مع مجتمعنا واعتبرها المشاهد مجرد شغل سيما وأحداثها غريبة عن مجتمعنا مثلما حدث مع فيلم «نهر الحب» المأخوذ عن قصة «أنا كارنينا» ورغم أن الفيلم قامت ببطولته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة إلا أن أحداثه اعتبرها الجمهور غريبة ولا تتناسب مع طبيعة مجتمعنا الذى يثمن تضحيات الأم من أجل أبنائها على عكس بطلة الفيلم التى قررت أن تضحى بابنها الطفل من أجل عشيقها!! 


والسؤال الذى يجب أن يطرحه المؤلف على نفسه قبل أن يشرع فى الاقتباس هل الفكرة تصلح لتقديمها فى عمل محلى أم لا؟..

واذا جاز تقديم الفكرة هل تكون الحبكة الفنية مقنعة لدى المشاهدين أم مجرد خيالات لا يصدقها العقل والمنطق؟!

هذا السؤال جال فى خاطرى عندما شاهدت مؤخرا مسلسل «الخروج» الذى عرض عام 2016 حيث كانت الجثة فى الأحداث ترجع لقتيلين وتم تقطيعها ولصقها فى جسد واحد..

ليه إحنا فى شيكاغو يا مرسى !!