الاحتماء بالكتاب 

كثير من الأدب

علاء عبد الهادي
علاء عبد الهادي

أتحرق شوقا لمعرفة تفاصيل وآلية تنفيذ مشروع «كتابك» الذى سيتم تنفيذه ضمنالمشروع القومى لتطوير القرى والريف المصرى «حياة كريمة». الذى أعرفه أنه تم الانتهاء من  بناء المشروع النموذجى، تمهيدا لأن يكون هناك منفذ للكتاب فى كل قرية من القرى الرئيسية، الجارى تطويرها جنبا الى جنب مع المجمع المصغر للوظائف الحكومية.. كل ما أنشده التأنى فى الدراسة ليخرج المشروع ومعه أسباب بقائه ونجاحه، لأن هذا المنفذ هو الذى سينير العقول، ويحفظ ما يتم إنجازه من مشروعات قومية.

على مدار أربعين عاماً تبنى سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة مشروعاً معرفياً ثقافياً، هذا المشروع تجده حاضرا وبقوة ليس فقط على مستوى إمارة الشارقة، ولا حتى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنه حاضر على المستوى العربى، بل والعالمى، وتبنى عشرات المشروعات الثقافية والفكرية الكبرى، من ذلك نجاحه فى تحويل معرض الكتاب فى إمارته من مجرد معرض رفضت دور النشر حضور دورته الأولى، الا بعد دعوتها بدون رسوم مع تقديم حوافز إلى معرض يعد اليوم أحد أهم معارض الكتاب الاحترافية وتبادل حقوق النشر على مستوى العالم، وسعى الى فتح طاقة نور فى أكثر من بلد عربى بانشاء بيوت الشعر بعيدا عن صخب العواصم، ومؤخرا كرم فى مصر خمسة من المثقفين الحقيقيين البعيدين عن الأضواء .. الرجل لا يريد ثناء ولاشكورا، ولا يبحث عن مجد فى مصر أو غير مصر، هو يحبها ويعشقها ويعشق ترابها حتى النخاع، ولكنه لا ينتظر شيئا، سوى أنه يرد الجميل لبلد قضى حياته الجامعية فيه، ويخلص لرسالته الفكرية التى يرى من خلالها أن بناء العقول أهم من كل شىء، وأنك عندما تنفق على بناء العقل سيكفيك مستقبلا شرور كثيرة انت فى غنى عنها، لذلك هو يراهن على بناء الإنسان 
أتعجب كثيرا من سعة دائرة اتصالات حاكم الشارقة فيما يتعلق بالكتب والوثائق والمكتبات وحركة النشر، آخرها قبل أيام قليلة تمويله لترجمة وثائق عربية نادرة فى حوزة مكتبة الأمبروزيانا فى أيطاليا، واتاحتها للباحثين العرب والعلماء والمفكرين ..ماذا يمكن نسمى ذلك غير أنه رجل صاحب رسالة ، تماما كما كان أول من بادر بترميم وثائق المجمع العلمى بعد كارثة احتراقه أيام أحداث يناير، ومول انشاء دار الوثائق الجديدة بالفسطاط .
اطلق مؤخرا حملة فى عدة عواصم عالمية مهمة تدعو للقراءة  والاحتماء بالكتاب، الحملة أُطلقت تحت شعار « إذا مهتم بشئ، يعنى مهتم بالكتب»، ووصلت بعد باريس والرياض الى القاهرة  ولتقريب رسالتها للناس تم تعديلها للهجة المصرية: (لو ليك فى حاجة، يبقى ليك فى الكتب)، ولقيت هذه الحملة الثقافية تفاعلاً كبيراً من الجمهور المصرى، حيث يشارك فى نشر رسائل الحملة على مواقع التواصل الاجتماعى شخصيات رسمية، وفنانين، وكتاب، ومؤثرو مواقع التواصل الاجتماعى.
تهدف الحملة لاعادة  بناء الصورة النمطية عن «القارئ «كل شخص، حسب الحملة، قارئ، وسكان الأرض ( 7.9 مليار) على اختلاف اهتماماتهم العلمية، أو الرياضة أو الفنية أو الإبداعية أو المهنية، هم فى الحقيقة مهتمون بالكتب، وما عليهم سوى الوصول إلى الكتاب الممتع لكل منهم، ببساطة الكتب لكل البشر، وحتى من لا يجيدون القراءة، امامهم الكتب المسموعة.
وصول الحملة إلى القاهرة، سببها كما قال  أحمد العامري    «إن مصر كبيرة بتجربتها الثقافية وما قدمته للمعارف الإنسانية على أيدى مفكريها وكتابها وأدبائها، ويمثل انطلاق الحملة فى مصر تأكيداً على الرؤية التى تجمع القاهرة مع الشارقة تجاه الاستثمار بوعى المجتمع وتعزيز مقومات النهضة الشاملة عبر الكتاب».