أحلام مصرية جداً

هل تستطيع أن تكون مثل إسراء وقناوى؟

نهاد عرفة
نهاد عرفة

اكتب بنفسك ما يسرك.. وتمنى حُب الناس!
هناك أشخاص يبحثون عن السعادة ولا يجدونها، وهناك أشخاص يستطيعون صناعتها بأيديهم وهم لا يملكون كل شيء بل مقتنعون بكل شيء، أشياء بسيطة يفعلونها فتهتز من داخلك وتردد بعض الأبيات الشعرية لأبى القاسم الشابى «اتركْ إلى النَّاسِ دُنياهُمْ وضَجَّتَهُ.. واجعلْ لياليكَ أَحلاماً مُغَرِّدَةً «. إسراء البرعى وسيد قناوى استطاعا خلال اليومين الماضيين أن يهزانا من الأعماق، إسراء الفتاة العشرينية التى فقدت بصرها وهيَ فى الثامنة من عمرها لم تيأس من الظلام وغربة الحياة، تعلمت الكتابة بطريقة برايل للمكفوفين خلال شهر واحد، وتعلمت على الكمبيوتر وأجادت اللغة الانجليزية والرياضيات وهيَ فى المرحلة الثانوية، وعوضها الله عن نظرها بأفضل ما فيها، ولتُخرج لنا أول كتاب باللغة العربية تُصدره كفيفة بعنوان «خواطر قلم» ومن كلماتها «اكتب بنفسك ما يسُرك أن تراه». لقد صنعت السعادة لنفسها وصدرتها إلينا. وفيديو سيد قناوى، المصرى البسيط جامع الخردة الذى تداولته وسائل التواصل الاجتماعى، لم ينظروا إلى الماضى وجعلوا من الحاضر أفضل أيامهم، لقد صنعوا السعادة بأيديهم ووجودهم بيننا هوَ أبسط أنواع السعادة. 
ياسين عباس
لم أر على مدى سنوات طويلة من عملى الصحفى إجماع على حُب زميل مثلما حظى به زميلنا وابننا الراحل ياسين عباس سكرتير تحرير الأخبار، مظاهرة حُب تلقفته منذ دخوله الهادئ للمستشفى ومغادرته السريعة لدنيانا، فالأنقياء الذين تخلو قلوبهم من الشوائب يرحلون سريعاً، والإجماع الذى حظى به أنه إنسان لم تتم مصادفته فى الحياة، والوصف الذى يستحقه أنه يكاد يكون ملاكاً يمشى على الأرض، فهل كان لمثل ياسين أن يختفى من الحياة؟ أم وجوده الثلاثينى فى الحياة كان آية من الله نتعلم منه كيف تكون أخلاق النبلاء. رحمك الله يا ياسين.