ملوك الجدعنة أمام مدفع رمضان

خاطر عبادة
خاطر عبادة

 ألتمس العذر لهؤلاء الذين يبحثون عن المتعة فقط فى دراما رمضان .. لكنهم وجدوا عملا جاد يناقش بشكل صريح و حازم ( بعبع العشوائيات )، ويواجهه بسلبياته

 

ملوك الجدعنة.. بدا فى أول لقطاته بطلا يسعى للمواجهة يقتحم السلبيات أو أى وكر عشوائي يوفر بيئة حاضنة للفساد بعد أن كانت أحياء تعرف ب ملوك الجدعنة

..وليس مجرد عمل درامى يبحث عن اللقطة ونجاح اللحظة والوصول لأعلى مشاهدة

 

 و تحمل أصحاب مسلسل (ملوك الجدعنة) الانتقادات على منصات التواصل الاجتماعى..

لكنه واجه بشكل مسؤول ومكثف جرائم غريبة تحتل صفحات الحوادث بشكل يومى غالبا ما يكون سببها العشوائيات. .

 

وهى دراما تسلط أحداثها- الضوء على حالة تشبه الجاهلية.. بمعنى أن يقتتل هؤلاء لأتفه الأسباب دون وضع حد لدائرة العنف أو إعمال منطق العقل.. و(يدوس) القوى على الضعيف

 

..فقد أصبحنا اليوم أمام نوع جديد من دراما المواجهة.. ليصبح ضمير المشاهد جزء من الحل .. والعمل يتحول إلى رأى عام

 

وفى بعض الأحيان، قد يضطر المشاهد لتحمل الرائحة الكريهة وألفاظ وسلوك بذيء ومشاهد عنف ودم ودخان أهل الكيف والغبار الصادر من مستنقع وبؤرة للجريمة غير المألوفة على صفحات الحوادث

 

فقط فى بعض المشاهد قد يحتاج الأطفال أن يغلقوا أعينهم ويصموا آذانهم ويسدوا أنفهم أمام رائحة الحرب على وحش قديم وغبار الحرب !

 

 

لأن الجميع يعى خطر العشوائيات.. حان الوقت لنقل أحداث غريبة تصدرت صفحات الحوادث إلى واجهة أعمال الدراما بالشاشة الصغيرة فى شكل ومحتوى جاد ..

 

تكاد تكون هذه المرة الأولى حيث لا يصور نموذج العشوائيات أبطال يتشبه بهم شباب المناطق الشعبية بل ضحايا لظروف بيئة غير حضارية تأوى تجار المخدرات مستنقع فساد و بؤرة للجريمة

 

إذا كنت تتأفف أو لا تملك شجاعة كافية لقراءة أخبار الحوادث فكل ما عليك فعله هو غلق التلفاز أو إبعاد الأطفال. . لأنه ليس مجرد عمل درامى هادف لكنه تسليط الضوء بكثافة على صفحات الحوادث التى تحتل أغلب جرائمها مناطق العشوائيات   

 

إنه وحش العشوائيات .. لم تعد الدراما مجرد مجال لمحتوى مسلى واجتماعى فى وقت تحتاج فيه الدولة لاعلام واقعى وجاد خصوصا مع عدم نجاح الإعلام المقروء والمسموع فى التنبيه لخطر العشوائيات بشكل كافى

اليوم.. ترفع الدولة شعار سكن لكل مواطن بجانب تطوير العشوائيات ..كحل بديل لمشكلة ذات تحدى ، وهو ما يؤكد جدية العمل والتحرك البناء من أجل رفاهية الأجيال القادمة