شهرزاد

أكتر من حبيب

نورهان طمان
نورهان طمان

للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬المشتركة‭ ‬فى‭ ‬الطباع‭ ‬والسمات‭ ‬الشخصية‭ ‬والتصرفات‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬بين‭ ‬المحبين‭ ‬هى‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬وحدها‭ ‬التى‭ ‬جمعتهما‭ ‬على‭ ‬‮«‬دبلة‭ ‬واحدة‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬المشهد‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬تماما،‭ ‬فقواعد‭ ‬العشق‭ ‬من‭ ‬الواحد‭ ‬حتى‭ ‬الأربعين‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬يقوى‭ ‬أواصر‭ ‬الحب‭ ‬ويولد‭ ‬مواقف‭ ‬شيقة‭ ‬ولذيذة‭ ‬تبعث‭ ‬سعادة‭ ‬آنية‭ ‬ومستقبلية‭ ‬وتصبح‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬جديره‭ ‬بالتأمل‭.‬

أن‭ ‬تصنع‭ ‬لذاتك‭ ‬الخاصة‭ ‬أذرعا‭ ‬سحرية‭ ‬تتخلل‭ ‬بها‭ ‬قلب‭ ‬من‭ ‬تحب‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬هو‭ ‬ودون‭ ‬عناء‭ ‬كبير‭ ‬منك‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬أشبه‭ ‬بعمليات‭ ‬السطو‭ ‬المسلح‭ ‬ليشاركنا‭ ‬‮«‬‭ ‬اللى‭ ‬فاضل‭ ‬من‭ ‬عمرنا‮»‬‭ ‬فى‭ ‬سعادة‭.‬

تلك‭ ‬الوعود‭ ‬التى‭ ‬يقطعها‭ ‬المحبون‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يفترقا‭ ‬‮«‬ويفترقان‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬مع‭ ‬‮«‬شهريار‭ ‬العزيز‭ ‬صاحب‭ ‬المقام‭ ‬‮«‬‭.. ‬مقام‭ ‬الاحترام‭ ‬والود‭ ‬والبقاء‭ ‬المشروط‭ ‬بالسعادة‭.‬

رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬من‭ ‬وجودها‭ ‬بين‭ ‬أى‭ ‬شخصين‭ ‬ليس‭ ‬الحبيبين‭ ‬فقط،‭ ‬سنبحث‭ ‬عنه‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق،‭ ‬رغم‭ ‬الروتين‭ ‬سنبحث‭ ‬عنها،‭ ‬وهنا‭ ‬يحضرنى‭ ‬قول‭ ‬الشاعر‭ ‬نزار‭ ‬قبانى‭ ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬العظيم‭ ‬محمد‭ ‬الموجى‭ ‬بحنجرة‭ ‬العندليب‭ ‬الذى‭ ‬تحل‭ ‬ذكرى‭ ‬مولده‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‮»‬‭ ‬ستفتش‭ ‬عنها‭ ‬ياولدى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وستسأل‭ ‬عنها‭ ‬موج‭ ‬البحر‭ ‬وتسأل‭ ‬فيروز‭ ‬الشطآن‮»‬‭.. ‬نعم‭ ‬سنفتش‭ ‬وسنبحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الربوع‭ ‬والدروب‭ ‬‮«‬‭ ‬حاره‭ ‬حاره‭ ‬زنقه‭ ‬زنقه‭ ‬دار‭ ‬دار‭ ‬‮«‬‭.‬

سنبحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭ ‬بيقين‭ ‬كامل‭ ‬أن‭ ‬نجدها‭ ‬سويا،‭ ‬فشهريار‭ ‬يعى‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬المقام‭ ‬الذى‭ ‬نُصب‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬سوى‭ ‬به‭ ‬قائد‭ ‬للسعادة‭ ‬دون‭ ‬وعود‭ ‬مزيفة‭ ‬دون‭ ‬كلام‭ ‬مكرر‭ ‬وأكليشيهات‭ ‬مملة‭.. ‬فقط‭ ‬لأنه‭ ‬أهل‭ ‬لذلك‭.‬