خريجو كليات الهندسة والحقوق نجوم للدعوة.. عالم بالأزهر: استمرار لحالة العبث الإلكترونى

الدعاة الجدد يعتلون منابر السوشيال ميديا.. أرباح بالملايين باسم الدين

دعاة بشكل جديد يغزون السوشيال ميديا
دعاة بشكل جديد يغزون السوشيال ميديا

لحية خفيفة أو كثيفة كلمات منمقة ومرتبة صوت هادئ ومتزن، هكذا بدأ عدد من الشباب السير فى طريق الدعوة أو الفتوى باسم الدين دون دراسة أو تصريح من قبل الجهات الدينية المختصة وأطلق البعض عليهم "شيوخ السوشيال ميديا"، فقد تمكن هؤلاء من غزو هواتف المستخدمين فى مصر والعالم، فى طريقة جديدة أعتبرها البعض حيلة لجذب المستخدمين لمشاهدة الفيديوهات وتحقيق أرباح خيالية باسم الدين، والبعض الآخر ساند هؤلاء معتبرا أن السوشيال ميديا للجميع ولا حكر لأحد كون هؤلاء يقدمون معلومات دينية صحيحة.   

ومع رواج هذه التجارة الرابحة من تزايد أعداد المتابعين لبعض هؤلاء "الشيوخ الجدد" بدأ المئات من الشباب السير فى نفس الطريق من خلال الخروج بقنوات على موقع "اليوتيوب" وحسابات على موقعى "فيسبوك وتويتر" يبثون من خلاله فتوات جريئة تارة وأخرى غريبة، فى سبيل تزايد أعداد "الشير" وتضاعف ضغطات "اللايك" كونها الطريق الأسهل والأوسع لجذب مزيد من المتابعين وبالتالى جنى مزيد من الأرباح وتحقيق الشهرة التى حلموا بها.

وفى المقابل يفتقر هؤلاء "الشيوخ الجدد" للدراسة الإسلامية الصحيحة بالأزهر الشريف، أو الطرق الصحيحة المتبعة للتأهيل للفتوى، ولكن اعتمد هؤلاء على بعض الدروس الدينية من خلال مواقع التواصل الاجتماعى أو من خلال بعض الكتب التى قد تنتهج بعضها أفكارا متطرفة ولم تخضع لمراقبة ومتابعة من الأزهر الشريف، وإن كانت المعلومات الدينية مهمة إلا أن هؤلاء اعتمدوا بشكل أكبر على الظهور بطابع شبابى من خلال ملابس شبابية وطريقة هادئة بهدف كسب ثقة المتفرج والذى كان قد بعد عن الشكل التقليدى.. كما يعمل هؤلاء على حث المتابعين على الضغط على "اللايك والشير" لزيادة انتشارهم وتحقيق أرباح ليس هذا فحسب، فقد توجه بعضهم لعمل دعايا لعدد من التطبيقات الإليكترونية والتى تقدم أذكارا وبعض الخدمات الدينية مثل اتجاه القبلة وبعض الأذكار، ولكن قدم أيضا هذه التطبيقات بعض الفتاوى والأفكار المغلوطة والداعشية والتى لا تخضع للرقابة من قبل الجهات المختصة..

أمير منير، أحد أشهر شيوخ السوشيال ميديا والذى ذاع صيته مؤخرا بسبب بعض من أرائه التى قوبلت بالهجوم من عدد من مستخدمى مواقع التواصل بينما دافع آخرون عنه، "منير" لم يدرس العلوم الفقهية فهو خريج كلية الصيدلة جامعة القاهرة، ولكنه سرعان ما توجه إلى السوشيال ميديا للدعوة إلى الله كما كتب فى تعريف مبسط عنه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" والتى تعدت حتى الآن 7 ملايين متابع، حيث كتب قائلا "داعية مصرى شاب زى أى مصرى شاب نفسى أوصل صورة الإسلام الصح للعالم كله".. لم يختلف الأمر كثيرا عن محمود قمصان، الشاب العشرينى والذى درس التجارة بجامعة عين شمس، إلا أنه قرر أيضا السير فى طريق الدعوة من خلال الفيس بوك، وكذلك الأمر مع مؤمن ندا الشاب العشرينى خريج كلية الهندسة، والذى وجد فى الفيس بوك واليوتيوب طريقا سهلا للوصول إلى الناس..

ومن جانبها حذرت دار الإفتاء فى العديد من البيانات الصادرة عنها من اللجوء إلى غير المتخصصين للحصول على الفتوى، وهو ما يتسبب فى الخروج بفتاوى عن غير علم من غير الدارسين لعلوم الفقه والدين المخولين للفتوى والدعوة.. وقال الشيخ إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف أن ظهور دعاة السوشيال ميديا جزء من الحياة العبثية التى تميز الواقع والتى تعد استمرار لفكرة الدعاة الجدد والتى ظهرت فى بداية الألفية الجديدة.. ويتميز هؤلاء الدعاة بأنهم لا ينتمون إلى مرجعيه دينية وهو ما يتسبب فى خروج فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان لأنهم لم يدرسوا علوم الفقة وغيرها من العلوم التى تؤهلهم إلى الدعوة والفتوى، وطالب الدولة بضرورة تنظيم مسألة ظهور شيوخ السوشيال ميديا.