بدون إزعاج

حكاية اللص

    مصطفى عدلى
مصطفى عدلى

تحدث بصوت ينبعث منه التمكن، الثقة، الاحترافية، وسوس بكلماته له، استغل طيبته، احتياجه فى ظروف اقتصادية نعانى منها جميعا بعد أن حصل على كل بياناته الشخصية من بين أحضان شركة "كريم" حديثة الميلاد، كشف له تفاصيل عن حياته، رحلاته اليومية، هنا سلم صديقى لمصداقيته، لم يدرك انها شباك نصاب محترف، طلب منه ان يقوم بتحويل مبلغ مالى قدره ١٠ آلاف جنيه عن طريق شحن فورى بعد وعود وهمية بأنه لن يسدد سوى ٥٠ جنيها عن كل ٥ آلاف من خلال تقديم كود بنكى لصاحب المكان وتحت مخدر هذا اللص والفرصة الذهبية التى سوف يفوز بها واضافته للجروب الخاص بالرحلات طويلة المدة لشرم الشيخ والغردقة ذهب صديقى إلى اقرب محل وبالفعل طلب تحويل المبلغ للرقم ومازال اللص معه على الهاتف يتابع خطوات العملية وفى لحظة إتمام الامر اغلق هاتفه وغادر بلا رجعة، هنا اكتشف الغلبان مصيبته لكن الأمر لم يتوقف بعد فهو لا يملك سوى ٣٠٠ جنيه بمحفظته، هنا بدأت المصيبة قام صاحب المكان بتقييده واصطدمت الأيدى المجاملة بوجهه وتعرض لأمواج عاتية من اللكمات، لم تشفع كلماته او قسمه انه ليس بنصاب او محتال، قاموا بتفتيشه وارغامه على التوقيع على عقود بيع سيارته.

ولكن القدر رحم المسكين بسيارة دورية بمنحة الهية بعثت لنجدته وبالفعل ذهب لقسم الشرطة وهناك جاءت عائلته ودفع المبلغ بعد ٢٤ ساعة عاشها بين جدران الزنزانة واكتشف أصحاب المحل امام النيابة انهم امام شخص قام بشراء العتبة الخضراء، ومازال البحث جاريا عن اللص المحتال، لا تكتفى بوصف صديقى بأنه ساذج لكن احذر ان تكون انت الساذج الجديد.