رأى

الزمالك أصابتها «عين»

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

بقلم/ مايسة عبدالجليل

عندما كنت أتجول فى جزيرة الزمالك كنت أحتار فى سر جمالها.. هل هى أشجارها الباسقة النادرة دائمة الخضرة.. أم مبانيها الأنيقة العتيقة للسفارات والفيلات وربما هو موقعها الفريد فى حضن النيل أو سكانها الرايقين بكلابهم "اللولو".

وعندما رأيت هؤلاء "الرايقين" يقفون طوابير بالجراكن البلاستيك أمام عربة المياه يلتمسون القليل مما يمكنهم من مزاولة ابسط حقوقهم الآدمية كأفقر قرية بالصعيد الجوانى، صابرين على بلاء غرق ماسورة المياه الرئيسية المغذية لجزيرتهم وضياعها فى اعماق الأرض، قلنا كله يهون فى سبيل المشروع القومى لمترو الأنفاق لخدمة الملايين من شعب مصر وأهل الزمالك ليس على "رؤوسهم ريشة"، وهو نفس ما قلناه عندما خرج بعضهم بملابس النوم هرباً من موت محتمل عندما "طقطقت" جدران بيوتهم من جراء الحفر العميق لنفس المشروع، والحمد لله أن "طبطبت" عليهم الدولة وقامت بتنكيس بيوتهم وإعادة تسكينهم.

كل هذا لاغبار عليه وضريبة واجبة الدفع للمصلحة العامة، ولكن أن يتم تدشين مشروع استثمارى ترفيهى عملاق بمسمى "عين القاهرة" بقلب الزمالك بشكل عجلة دوارة قالوا إنها اطلالة بانورامية على القاهرة الساحرة فهو ما يجعلك تتساءل وماذا يفعل برج القاهرة الواقع بنفس المكان بنفس الإطلالة الرائعة إضافة إلى قيمة تاريخية معتبرة؟! قالوا إن المشروع سيراعى جميع الاعتبارات البيئية والحفاظ على هوية وكيان منطقة الزمالك، وإنه يضمن السيولة المرورية بتلك المنطقة الحساسة ولا أعرف كيف سيكون هذا والمستهدف أكثر من 2 مليون زائر سنوياً، إضافة إلى 5 آلاف موظف قائمين على التشغيل، وقد ضاقت الزمالك فعلاً بسكانها وتلاميذ المدارس بها ورواد المقاهى والكافيهات التى غطت كل شبر فيها.. مطلوب إعادة نظر فى "عين القاهرة" التى أسالت دموع الزمالك.