لا ينام الطبيب، من أصوات سرينات الإسعاف ليل، نهار، يقوم باستقبال الحالات التى ترسل إليه فى عزل هليوبوليس بحكم عمله مديرًا للعزل، الدكتور أحمد منصور نائب مدير مستشفى هليوبوليس ومدير العزل به، الذى يحرص على استقبال المرضى بنفسه واجراء الفحص الطبى لهم قبل توزيعهم على غرفهم سواء إقامة أو رعاية.
فور وصولنا للعزل استقبلنا الطبيب منصور، كان آنذاك يستقبل مريضا بغرفة الاستقبال يجرى عليه الفحص الطبى بمعاونة التمريض يطلع على التقارير الطبية مع معرفة التاريخ المرضى منه المصاب نفسه ثم قياس العلامات الحيوية وبعدها تم توزيعه على الغرف، فانتهى من عمله وقال إنه يستقبل المرضى فى أى وقت من اليوم، بالوباء أزمة كبيرة، فيكون مع زملائه على أتم استعداد فى أى وقت لاستقبال المرضى وتقديم الخدمة الطبية المناسبة وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لهم فى أى وقت، موجودين فى كل وقت.
ويضيف أن عملهم زاد فى الموجة الثانية لأنها أشد من الأولى فى الشراسة واعداد المرضى المصابين بالاعراض التنفسية الحادة وكذلك الحالات التى تحتاج الى رعايات مركزة ومعظم الحالات سنها كبير وتصل الى المستشفى حالتها الصحية متأخرة وتعانى من نقص حاد فى نسبة الأكسجين.
يعتاد الطبيب على المرور على أقسام مستشفى العزل يوميًا لأكثر من مرة فيقول: اقضى يومى وليلتى فى العزل ابدأ بالمرور على المرضى، فى الأقسام الداخلية، فى التاسعة صباحا، وكل 8 ساعات أقوم بالمرور أيضا، وعند استدعائه يأتى فورًا، فى العزل لا يوجد فيه أوقات فراغ كثيرة وكله شغل، ونجتمع مع زملائى الأطباء فى نهاية اليوم، للاستشارة فى الحالات وتجميع تحاليل المرضى، لتقديم اللازم لهم.
لكنه يوضح أنه فى بداية الموجة الثانية نسبة الاشغال وصلت إلى 70 أو 80 % وفى الفترة الماضية نسب الحالات التى تستقبلها المستشفى بدأت تقل، وعدد حالات التعافى اعلى ومعظم الحالات لكبار السن وأمراض مزمنة واغلبهم من يحتاج رعايات مركزة ونسبة الحالات فى السن الصغيرة أقل.
يمكث الطبيب 10 أيام متصلة فى العزل، وبعدها يغادر لمنزله ليقضى مثلهم مع أسرته منهم 5 أيام فى عزل آخر، كإجراء احترازى تحسبا لظهور أى أعراض وحتى ظهور نتيجة المسحة التى أجراها قبل مغادرة المستشفى، وبعدها يتعامل مع طفليه أعمارهم عامين ونصف وعام واحد لكن بحذر بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وغسل اليدين بالصابون باستمرار.
لا ينكر الطبيب ما يواجهه من صعوبة فى التعامل مع طفليه: الوضع فى التعامل معهم صعب لأننا نجلس فترة طويلة فى المستشفى وهم اطفال واحاول اطمئن عليهم بالفيديو كول والاتصالات.
يتحدث الطبيب بلسان زملائه مؤكدًا: لا نخشى الاصابة هذا شغلنا وواجب علينا ولا يوجد أى شخص يمكن أن يقصر فى هذا الوقت، ورغم أنى أصبت بكورونا والحمد لله كانت أعراضا بسيطة من ارتفاع فى درجة الحرارة وتغير فى الصوت والكحة، واخترت العزل المنزلى إلى أن تعافيت، ولم يؤثر هذا على اصرارى فى استكمال عملى فى العزل.
يجتمع الطبيب مع زملائه حين يكون لديهم وقت فراغ قليل فيقول: لدينا فى غرفتنا فى العزل تليفزيون يمكن أن نشاهده، ونمارس لعبة تنس الطاولة فى العزل، ونسهر ليلا مع بعض.
رغم هذه الصعوبات التى يقابلها يوميًا، لكن يسترق الطبيب لحظات سعادة مصدرها المريض: بنفرح لما يكون مريض حالته سيئة ونعمل عليه وتتحسن حالته ويخرج من المستشفى هى أسعد لحظات حياتنا وهدفنا من عملنا أن نسهر على خدمة المرضى وتقديم الخدمة الطبية اللازمة ليخرج المريض معافى، ونحن موجودون لمساعدة الشعب المصرى ونقف بجانبهم فى أى وقت والخير لمصر كلها وشكرا على وجودكم كجريدة الأخبار معنا يومًا فى العزل تنقل رسالتنا وبدعمكم للأطقم الطبية فأنتم أول جريدة ووسيلة اعلامية تدعمنا وتزورنا فى العزل.