طوال 33 عامًا يمارس الطبيب سيد محروس مدير مستشفى عزل هليوبولس التابع للمؤسسة العلاجية بوزارة الصحة مهنة الطب، لم يقابل وباء بمثل هذه الخطورة والصعوبة فى مواجهة فيروس كورونا خاصة أن الخطورة تكمن فى انتقال الفيروس بين المواطنين بصورة كبيرة وانتشارًا سريعًا.
بداخل مستشفى العزل بمنطقة مصر الجديدة يجلس الطبيب يتابع شئون الفرق الطبية والمرضى، ويعمل على توفير احتياجاتهم فيقول لـ»الأخبار»: اعمل فى الطب منذ 1987 لم اقابل وباء بخطورة كورونا، واجهنا انفلونزا الطيور والخنازير، لكن لم تكن بنفس الخطورة ومشكلة كورونا فى الانتقال من انسان الى اخر.
وبدأ المستشفى للعمل كعزل فى 17 أبريل الماضي، إلى 15 يوليو الماضي، وعاد ثانية للعزل فى 28 نوفمبر الماضي، عاصر فيها الدكتور سيد محروس موجتى كورونا: الموجة الثانية أقل فى تكدس المرضى من الموجة الاولى لأن الناس كانت تصاب بالهلع وتريد الذهاب للعلاج فى المستشفيات وكنا نصل هنا إلى اشغال كامل، أما الموجة الثانية الى حد كبير لا تصل نسبة الإشغال إلى 60% من عدد حالات المرحلة الأولى، وبالنسبة الى شراسة الفيروس لا يوجد فرق كبير، ويعتبر كبار السن واصحاب الأمراض المزمنة هم الأكثر تأثرًا بالفيروس، وبدأت حاليا الحالات الى حد كبير تنخفض ونتمنى أن تستمر على ذلك حتى انتهاء هذه الموجة».
ويوضح أن الفرق الطبية تؤدى ما عليها من دور فى الموجتين والدولة توفر الأدوية والمستلزمات وهو ما يشجع الفريق الطبى فى القيام بدوره كما يجب مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، والعزل صعب نفسيا على الأطقم الطبية تترك منازلها وأسرها،لكى تؤدى دورها، ويتم مساندتهم معنويا ونفسيا وماديا وحل مشكلاتهم، ويوجد تعاون تام من الفرق الطبية رغم ظروفهم الصعبة.
ويؤكد أن 90% من المرضى فى الموجة الثانية، يحتاجون الى الأكسجين مما ترتب عليه زيادة الاستهلاك، منهم 60% يدخلون الرعاية المركزة، ومجملا من 60 الى 70 % نسبة التعافي، وبعد تدخل الوزارة اصبح أمر الأكسجين منظما وتصل الحصة بالكامل فى موعدها والمستشفى حاليا يوجد به من 45 الى 50 مريضا بعد أن كانت تصل الى 75 مريضا.
وتوقع مدير مستشفى العزل، انحسار الفيروس فى الفترة القادمة استنادا لما يلاحظه يوميا سواء الالتزام بالإجراءات الوقائية لحد ما والإجراءات الطبية التى تقوم بها مصر والإنفاق الكبير عليها مطالبا الشعب المصرى بمساندة الدولة فى مواجهة الوباء بالالتزام بالإجراءات الاحترازية فلو رأوا معاناة المريض فى المستشفيات سيعرف الجميع قيمة الالتزام بهذه الاجراءات.
يحمد الطبيب الله على عدم إصابته بالفيروس رغم انه اكثر تعرضًا، لكن ذلك كان وراءه أسباب بحسب «محروس»: اقضى فترة تواجدى مع أسرتى فى عزل أيضا لأننى اعمل فى مستشفى عزل، واتبع الاجراءات الاحترازية فى بيتى ونحد من العلاقات، بالتباعد الاجتماعى والالتزام بالماسك فى المنزل خاصة عند الحديث مع الأولاد، فلدى ولد وبنت.
ويضيف: فور دخول المنزل اخلع الحذاء فى الخارج واخلع ملابسى لتهويتها فى الشمس وادخل الحمام للاستحمام وتطهير الأيدى ونجلس لتناول الطعام فى حالة تطبيق التباعد الاجتماعى فقط، واسرتى تتقبل ذلك لأنى ازرع فيهم اننا فى وقت جائحة ولابد من الالتزام بالإجراءات لحماية أنفسنا وحماية غيرنا، والحمد لله لم نصب بالفيروس فى الوقت السابق نتيجة الالتزام بالإجراءات الوقائية.
ووجه مدير العزل نصيحة للمواطنين قائلا يجب عليهم الالتزام بالاجراءات الاحترازية كاملة لأنها تقلل انتشار الفيروس بشكل كبير، وبالنسبة للفرق الطبية ربنا يقويكم وجزاكم الله خيرا على مجهودكم فى الصفوف الامامية لمواجهة الوباء وإنقاذ حياة المصابين بالفيروس.