بعد الاختصار

بنت أفريقيا

عمرو جلال
عمرو جلال

فى ٦٦ شارع جمال عبد الناصر بالعاصمة الغانية أكرا شاهدتها تتحدث وتجذب انظار كل من فى القاعة اليها.. الحضور كانوا من بعض الرؤساء الأفارقة وزوجاتهم السيدات الأوليات ووزراء من عدة دول أفريقية وأطباء وعلماء.. الجميع ينصت إلى حديثها باهتمام ثم تجدهم يلتفون حولها عقب الختام ويحرصون على تحيتها والتقاط الصور معها..

شعرت بالفخر ان هذه السيدة ليست الا امرأة مصرية تعمل منذ سنوات على اطلاق مبادرات تنموية وخيرية فى افريقيا وانها العقل المدبر للعديد من البرامج التعليمية والإعلامية والطبية فى القارة السمراء ونجحت فى محاربة العنف ضد المرأة العقيمة وهو أمر قد يصل إلى قطع اطراف السيدة التى لا تنجب ونبذها وضربها فى بعض الثقافات الافريقية ونجحت مبادرتها "اكثر من مجرد أم" فى إلقاء الضوء على هذه الظاهرة ووضع حلول لها..

هى الدكتورة رشا قلج بنت أفريقيا كما يلقبونها وأول سيدة مصرية تدخل قوائم السيدات الأكثر تأثيرا ونفوذا لثلاث مرات متتالية لاهتمامها بقضايا القارة السمراء فقد استطاعت رشا أن تصل بخططها الخيرية والتنموية إلى أدغال أفريقيا.. خلال مشاركتى بالمؤتمر الأفريقى فى غانا فى نوفمبر ٢٠١٩ تمنيت أن تتم الاستعانة بتلك العقلية المصرية المميزة لخدمة بلادنا خاصة بعد ان قضت اكثر من ٢٧ عاما فى العمل بالخارج.

وكانت سعادتى بالغة عندما تحققت أمنيتي خلال اقل من عام ففى أكتوبر ٢٠٢٠ قرأت اسمها مدونا فى قائمة المعيَّنين الـ ١٠٠ من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى بمجلس الشيوخ وهو مؤشر هام على قيام الدولة المصرية برصد العقليات المصرية الناجحة فى الخارج والاستعانة بهم لدعم خطط التنمية والمجالس التشريعية بشخصيات ناجحة ذات فكر ورؤى..

أتمنى ان تقوم الجهات المعنية بالتعاون مع مثل تلك الشخصيات لدعم ما تحقق من نجاح سياسى قوى فى استعادة العلاقات المصرية الأفريقية.. القارة السمراء تحتاج الآن إلى مبادرات وأفكار مختلفة للربط بين الشعوب الأفريقية والمصريين من خلال الفنون والأدب والإعلام وتبادل فرص الاستثمار وتشجيع الشباب المصرى على التواجد فى أفريقيا بقوة والعمل بها دون خوف ولا يعرف الكثيرون ان عددا كبيرا من الدول الافريقية تعد بمثابة أرض الأحلام.. أحد اللبنانيين العاملين فى افريقيا أخبرنى ذات مرة ان فرص العمل فى أفريقيا باتت اكثر عائدا من العمل فى دول الخليج.