حق ربنا

أحقر جريمة..!

عصام حشيش
عصام حشيش

لم أرَ جريمة أحقر وأخس من جريمة إلقاء بعض سائقى السيارات للقمامة أو مخلفات البناء خلسة فى الشوارع الجانبية أو تلك المظلمة التى تقل الحركة فيها ليلا لتحيلها إلى خرابات. نعم هى جريمة حقيرة ورخيصة من سائقين معدومى الضمير هدفها كسب حفنة جنيهات وتوفير بعض الوقت بدلا من التوجه ودفع رسوم لمقالب الرتش والقمامة المعتمده.. لا يثنيهم عن ذلك أن تلك الشوارع نظيفة وحيوية أو أنهم يؤذون بفعلتهم الشنيعة كل من يمر بها.. ترى هل الدولة عاجزة عن الإمساك بهؤلاء الجبناء؟.. بالطبع لا. المشكلة أن الأحياء فى القاهرة الكبرى ليست لديها إرادة فى القبض عليهم.. لأنها بصراحة لو أرادت وقف هذه الظاهرة لفعلت وقامت باستخدام كاميرات المراقبة التى تملأ الشوارع وتسيير دوريات خفية ليلا للإمساك ولو بسائق واحد فقط تجعل منه عبرة لكل الآخرين بأن تصادر سيارته وتحرمه من أداة جريمته لمدة شهرين أو ثلاثة يتم استخدامها فى إزالة نفس المخلفات.. مع فرض غرامة موجعة تجعل غيره يفكر ألف مرة قبل القيام بهذه الفعلة الخسيسة.. وفى نفس الوقت أطالب بمحاكمة رؤساء الأحياء الذين اختبأوا فى مكاتبهم وتوجيه تهمة إهدار المال العام لهم.. لأن إهمالهم ـأدى إلى استهلاك لوادر الأحياء وسياراته وهم أمناء عليها فى إزالة هذه الأنقاض التى تسد الشوارع دون مكافحة المرض من جذوره. ويا سادة محافظو القاهرة الكبرى.. هل تنفيذ هذا المطلب أمر عسير عليكم أم تحتاجون لتوجيهات حتى تفيقوا من غفلتكم وتهرولوا لتنفيذها.
فساد علني
ساقتنى الظروف لزيارة أحد الأحياء مع صديق له مصلحة فيها وهناك رأيت الفساد علنيا حيث يطلب الموظف الرشوة بكل وضوح وبجاحة ودون خوف ليقضى لصديقى مصلحته التى هى صميم عمله.. وذهلت فهو لا ينتظر إكرامية بالذوق والرضا ولكن يحدد قيمة الرشوة ويعتبرها رزقا ساقه الله إليه ليطعم بها أولاده ويقضى حاجاتهم لأن مرتبه لا يكفيه.. أقسم الموظف أمامى أن ابنه فى الإعداديه يأخذ دروسا خصوصية بأكثر من ألفى جنيه فى الشهر.. وسألنى لأشفع له قائلا: يبقى نعيش إزاى يا أستاذ احكم أنت!!
قلت له لن ترضى بحكمى إن حكمت فهذه الفلوس حرام وستحاسب عليها أمام الله وتأكد أن الله لن يبارك لك فيها وإذا كنت تدقع لابنك ألفى جنيه للدروس الآن فستدفع غدا أضعافها وأنت ترى فشله فى الحياة وعدم بره بك لأنه أكل من حرام.. فأيهما أفضل عندك؟
ثم قلت هذا ليس رزقا ساقه الله اليك ولكنها لعنة وضعها الله فى طريقك.. والاختيار لك..