تفتتح الفنانة القديرة د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة مساء السبت القادم بمركز الهناجر للفنون فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان « أيام القاهرة الدولى للمونودراما» وأود هنا أن أوجه التحية لوزيرة الثقافة لمساندتها ورعايتها لهذا المهرجان المتميز بنوعيته والمختلف عن سيل المهرجانات المسرحية الأخرى، وكلها من المتشابهات، وما يميز هذا المهرجان الذى اسسه ويتولى رئاسته الفنان الدكتور أسامة رؤوف أنه أول مهرجان فى مصر يهتم بنوعية خاصة فى فنون المسرح المعروفة اصطلاحا بالمونودراما التى تعنى عرض الممثل الواحد.. ومثل هذه النوعية من العروض غير المعروفة لدى كامل نوعيات جمهور المسرح فى مصر، وربما لا يقبل عليها لأنها بالقدر والزخم الذى نأمله ونتمناه لأنها لا تجد الدعم الإعلامى المطلوب بمثل عروض المسرح الجماهيرى الأخرى، ولعروض «المونودراما» المسرحية جمهور خاص حريص على متابعة هذه النوعية من العروض، وإذ ما كانت عروض «المونودراما» مظلومة بعض الشيء فى مصر، إلا انها لها وقع آخر فى كافة أنحاء العالم، وأتذكر أننى عندما كنت فى زيارة عمل فى الارجنتين وجدت « مولا» من 10 طوابق فى كل طابق منه دار عرض سينمائية و6 قاعات صغيرة تقدم بها عروض «المونودراما» المسرحية التى يتفرد فيها الممثل الواحد بقدرات اداء هائلة لا تتوافر فى ممثل آخر، وتقدم فى هذه القاعات عروض « الديودراما» التى يبدع فيها ممثل وآخر أو ممثل وممثلة لديهما قدرات أداء مبهرة تجعل تلك القاعات كاملة العدد لأسابيع متواصلة كما علمت من مستشارنا الثقافى هناك، وأتمنى ان نصل لهذا المستوى وهذا الاهتمام بعروض «المونودراما» كما شاهدتها فى الخارج.. مما لاشك فيه أن عروض « المونودراما» و«الديودراما» تحتاج لكاتب متمكن، وممثل بقدرات اداء خاصة، ومخرج واع يأسرالمشاهد بايقاع متدفق ورؤية مبهرة، وكل هذا متوفر لدينا، يبقى فقط اهتمام الفرق المسرحية بإنتاج هذه النوعية والالحاح بها على المشاهد لخلق متذوق لها، ومهرجان «أيام القاهرة الدولى للمونودراما» يساهم فى خلق مثل هذه الحالة.
بقى أن أوجه الشكر للفنان د. أسامة رءوف الذى اتصل بى مشكورا ليبلغنى بأنى من المكرمين فى هذه الدورة من المهرجان لكنى اعتذرت له بلطف من منطلق أننى لم اقدم على مدى 45 عاما من عملى بالحركة المسرحية-مؤلفا وناقدا-الشيء الذى أرى أنى استحق عنه التكريم، مؤكدا له ان هناك قامات مسرحية كثيرة قدمت ما تستحق عنه التكريم أكثر منى.. فشكرا له وتمنياتى بدورة ناجحة لهذا المهرجان المتميز.
