حق ربنا

ماذا يريد الله لنا ؟

عصام حشيش
عصام حشيش

كل منا لديه قائمة طويلة من الطلبات يعتمد على الله فى تحقيقها له.. يريد صحة ومالا ونفوذا وسترا.. يريد سعادة لا تنقطع وعمرا لا ينتهى وليس له أمل فى تحقيق ذلك إلا أن يسأل الله.. فهو يعبد الله على مراده من الله.. وعنده حق فمن يقدر على تلبية طلباته غير الله..؟ ولكن هناك آخرين يعبدون الله على مراد الله منهم.. فهم دائما يتساءلون ماذا يريد الله منا ثم يتسابقون فى إرضائه.. وهؤلاء فى أرفع الدرجات.. بل إن الله يقضى لهم حاجاتهم الدنيوية من غير أن يطلبوها.. ترى الواحد منهم يدخل إلى الصلاة ليس كما ندخلها ويؤدى الصيام ليس كما نؤديه.. يسعد كل منهم بأرملة يساعدها أو ضعيف ليأخذ بيده أو فقير فيعطيه.. ما أن يرى جنازة لقريب أو بعيد إلا ويسارع ليشارك فيها.. أمل حياته أن يقضى للناس حاجاتهم.. يتمنى الغنى ليس ليتمتع بغناه ولكن لكى يغنى الآخرين من ماله.. تلحظ أنه يتودد إلى الناس ويتحبب إليهم ليس رغبة فيما بين أيديهم ولكن حتى يأخذهم معه إلى الله يعرفهم عليه ويحببهم فيه.. أغلى أوقاته أن يحضر مجلس علم وأسعد لحظاته أن يدخل السرور على قلب حزين أو يزور مريضا أو يكفى محتاجا.. مثل هؤلاء يعبدون الله على مراده منهم.. فهم قرآن يمشى على الأرض.. وهم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة.
الإسلام الحقيقى: إن الدين عند الله الإسلام ليس معناها أن هناك أديانا عديدة واختار الله من بينها الإسلام.. وإنما الدين الذى نزل من السماء لأهل الأرض هو الإسلام.. ولكن الله أنزله بشرائع متدرجة للأقوام التى عمرت الأرض فنزلت اليهودية ثم النصرانية ثم اكتملت بشريعة محمد .. فهو دين واحد بشرائع متدرجة.. وحاشا لله أن ينزل من السماء لأهل الأرض أديانا مختلفة تتصارع فيما بينها ويتخاصم أهل الأرض فيها.. فإذا رأيت صراعا هنا أو هناك فاعلم أنه من صنع البشر.. وأن مصالحهم دفعتهم للتحريف والتزوير لتحقيق مكاسب دنيوية.. فقد ظل الأنبياء جميعا يبنون بناء الدين منذ بدء الخليقة حتى لم يبق ناقصا فيه إلا لبنة واحدة جاء محمد ليضعها بشريعته واختتم الله به قائمة المرسلين.. فإذا قال لك أحدهم إنها أديان سماوية ثلاثة فقل بل هو دين واحد اسمه الإسلام..