أفق التظاهرات...

طلبت الحكومة اللبنانية من المتظاهرين مهلة ٧٢ ساعة فقط، لتقوم بإجراءات إصلاحية فورية ملموسة...فقام المتظاهرون بوضع ٧٢ ساعة يد حقيقية على أرض الشارع،فى إشارة رمزية ساخرة!!...وبالفعل قدمت الحكومة اللبنانية بعض الإجراءات العاجلة..تخفيض بعض الضرائب..إلغاء ضريبة(الواتس اب) خفض ٥٠%من رواتب الوزراء والنواب..إلغاء وزارة الإعلام، إضافة إلى استقالة ٤ وزراء آخرين!!..ويبدو أن الخطوات الحكومية لا تعنى شيئا لدى المتظاهرين، معلنين أنهم لا ينتظرون ورقة الحكومة الإصلاحية، لأن الإصلاح لا يصنعه الفاسدون، والخطأ لا يصلحه المخطئون، والفساد لا يمحوه الفاسدون...مطالبين برحيل الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وإجبارهم على التنازل عن ٣٢٠مليار دولار موضوعة فى بنوك سويسرا والعالم... ويطالبون ايضا بتشكيل حكومة مدنية انتقالية، ليس فيها تمثيل طائفى..
هناك من يرى فى التظاهرات خيالا جامحا، لا يدرك واقع القوة المغلفة بالسلاح،والمحروسة بالمليشيات خاصة قوة(حزب الله)الذى أعلن موافقته على تقديم إصلاحات اقتصادية لرفع المعاناة عن المواطن اللبناني،لكنه رفض تغيير معادلة الحكم،وإحداث تغيير فى تركيبة النظام القائم وتوازناته،مهددا بإمكانية التدخل لدعم الحكومة (شارع مقابل شارع)!!....هل يمكن أن يصطدم المتظاهرون بحزب الله؟.. بعبارة أدق هل يمكن أن يصطدم حزب الله بالمتظاهرين؟... بعض وسائل الإعلام العربية، إشارات إلى اقتحام درجات نارية لأنصار حزب الله التظاهرات، لكن الخبر المتداول عربيا، كذبه الإعلام اللبنانى تماما!!..
.صحيح أن(حزب الله) هو القوة المسلحة الأقوى فى لبنان، وصحيح ان التظاهرات فى الشارع اللبنانى بصورة أو بأخرى، مناهضة لوجوده المسلح، ولكل وجود طائفى مسلح أو غير مسلح.. وتلك قوتها المخيفة للجميع..اذا كان حزب الله يهدد (بقوة السلاح) فإن التظاهرات تحتمي(بقوة المواطنة) وبعالم لن يسمح بجرجرة لبنان إلى حروب أهلية أخرى....