«أوكازيون» العطاء الآلهى ..!

حق ربنا

فى أحوال الدنيا يمتنع كثير من الناس عن الشراء انتظارا لموسم الاوكازيون. فهم يدركون اثر نسبة الخصم التى يستفيدون منها عندما يدخل عليهم الموسم فيسرعون بالشراء. وكأن الله الذى خلق فينا هذه الفطرة وهى حب المغانم والمكاسب يريد أن يكررها لنا فى أحوال الدين.. فكل الطاعات فيها مكاسب ولكنه يحدد أياما معينة يضاعف فيها المكاسب اضعافا كثيرة جدا ويدعونا لأن نغتنمها وعلى رأس هذه الأيام العشرة أيام الأولى من شهر ذى الحجة التى بدأت أمس وتستمر حتى يوم النحر. ومن حُسن حظى ان انبه اليوم لهذه المناسبة الهائلة فى عطاءات الله فيها فالدال على الخير كفاعله.. والنبى أول من يدلنا.. فيقول صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.. يعنى ثواب عبادتك فى العشر أيام الأولى من ذى الحجة إذا اجتهدت فيها يماثل ثواب من ضحى بنفسه وماله فى سبيل الله.. فمن الغافل الذى يضيع على نفسه مثل هذه الفرصة؟
وهذه الأيام لها مكانة خاصة جدا عند الله.. لأنها كما يقول العلماء هى نفس الأيام التى بنى فيها سيدنا إبراهيم وإسماعيل الكعبة المشرفة وهى نفسها أيام الله التى واعد فيها سيدنا موسى على جبل الطور لتلقينه التوراة «واتممناها بعشر». وأيضا هى نفسها الأيام التى اقسم الله تعالى بها فى سورة الفجر حيث يقول سبحانه «والفجر وليال عشر» والعظيم لا يقسم إلا بعظيم.. ويقول النبى صلى الله عليه وسلم «أفضل أيام الدنيا أيام العشر».. وبالتالى فهى موسم يضاعف الله فيه الحسنات أضعافا كثيرة جدا الجاهل من لا يستثمرها والغافل من لا يدرك قيمتها فتمر عليه مثلها مثل غيرها.. وقتها سيقول هؤلاء عند لقاء الله «يا ليتنى قدمت لحياتى».. والآن الفرصة تطرق أبوابنا والجائزة الكبرى تنتظرنا فى يوم عرفة عندما تصوم يوما واحدا فيغفر الله لك به ذنوب عامين ولا نضمن أن نستمر حتى العام القادم إذا ضيع الشيطان علينا فرصة هذا العام.. فماذا نفعل؟.. نجتهد ونبدأ من الآن فى تفريغ الأوقات ووضع البرامج.. فمنا من يقرأ ثلاثة أجزاء من القرآن كل يوم فيختمه فيها.. ومنا من سيصومها جميعا تقربا إلى الله الذى وعد من صام يوما واحدا فى سبيل الله تطوعا بأن يباعد بينه وبين جهنم مسيرة ٧٠ عاما. ومنا من سيصلى كل صلواته فى المساجد ولن يتوقف لسانه عن ذكر الله.. ومنا من سيصل ارحامه ويرفق بزوجته وأولاده ومنا من سينفق من أمواله عن سعة على الفقراء والمساكين ومنا من سيرد الحقوق إلى أصحابها ويتحلل من كل اساءة صدرت منه لأحد من الناس حتى لا يسدد عنها من حسناته يوم القيامة ومنا من سيعتكف كل الأيام بالمسجد فيبقى فى بيئة الطاعة والرحمة. وهكذا يكون الحال المستثمرون المشمرون الباحثون عن رضا رب العالمين.. فهل سنلبى النداء أم سيضحك علينا الشيطان فنقضيها كما نقضى غيرها؟
>> بقى أمر خطير أن كل من عرف قيمة هذه الأيام يصبح فى ذمته ومسئوليته كل من لم يعرف. لذلك تصبح مهمة تبليغ هذا الأمر للآخرين مهمة خطيرة وواجبة ولا يجوز التراخى عنها بدعوى أنى «ماليش دعوة». وهذا أخطر مدخل من مداخل الشيطان على الانسان لأن الحقيقة أن كل انسان «له دعوة».. فما استحق أن يولد من عاش لنفسه.. فيجب أن تتمنى وتجتهد أن تصحب معك كل الناس بدعوتهم إلى هذا الخير بالحكمة والمحبة والموعظة الحسنة وأنت ترجو من الله القبول.