حبر قلم

محمد عبيد يكتب: «صفاقة».. أم رياضة؟

محمد عبيد
محمد عبيد

تابعت مع ملايين المصريين أحداث إلغاء مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، بعد اعتذار الأخير لأسبابه التى ذكرها فى بيانه الصحفي، وهذا خبر قديم الجميع يعلمونه من مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.. لكن ما جذب انتباهى كمية «الصفاقة» فى التعليقات ما بين الجمهورين فى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، والأدهى والأمرّ من ذلك أنها بدأت تنتشر بين جميع طبقات المجتمع، من حاصل على أعلى الدرجات العلمية، وقادة الرأى العام، وبين من يكتب اسمه بـ»العافية» -لا مؤاخذة- وطبعاً واضح من أسلوبه الركيك فى التعليقات.

وجاءت كلمة «الصفاقة» فى معجم المعانى الجامع كاسم بمعنى «الوَقَاحَة»، مما يفتح باب الأسئلة، كل هذه التعليقات، كتب جزءًا منها أفراد على درجة علمية عالية، ومنهم مراكز قيادية فى مؤسسات وشركات، ومنهم آباء ومعلمون، إذا كان هذا حال أخلاقهم بهذه الدرجة من «الوقاحة»، على مباراة كرة قدم لا تسمن ولا تغنى من جوع، ماذا يخرج منهم فى أعمالهم وصفقاتهم وأسلوب قيادتهم، وماذا يعلمون أبناءهم، وهل نعتبر التعليقات مرآة تعكس أخلاق المجتمع، طيب ، لاحظت أن هناك طاقات سلبية أو مشاكل خاصة، حاول الأغلب إخراجها فى التعليقات، أو وجد متنفساً يخرج فيها همه وشحنته بطريقة لا تظهر ما يتعرض له من آلام، من وجهة نظره، حتى لا يكون مشكوراً أمام أهله وناسه.

المحزن أن كثيراً من الناس أصبح يرى الأمر، عادياً، وإذا عاتبت أحداً على تعليقاته، ينظر إليك كأنك تقول أمراً غريباً!! التحول المجتمعى فرض نفسه بقوة، بفضل انتشار مواقع التواصل الاجتماعى والموبايل.. لكن كنا قديماً نجد من يوقفنا فى الخطأ ويصحح لنا المسار، وكان دوراً يلعبه المنزل باقتدار، أما الآن، فمن سوف يوقف هذا التحول السريع إذا كان من فى المنزل أول من يعلقون بـ «صفاقة».