أمواج

عبدالحميد عيسى يكتب: من «التالجو» إلى الخروف !

عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى

رحلة خروف العيد السنوية لها مذاق خاص، حيث تنأى بى عن  خراف المحروسة التى أراها تزاحم الناس فى الشوارع بل وتشارك السيارات فى الإشارات وارتكاب المخالفات، عكس الخروف الذى يستحق أن أسافر له مئات الكيلو مترات لأنه لا يترك مكان الإقامات إلا لدقائق معدودات .. رحلتى السنوية تعددت فيها وسائل المواصلات خلال ما يقرب من الأربعين عاما، لكن رحلة هذا العام جاءت وسط كوكبة من أنواع القطارات المختلفة ،فاستحق «خروفى» أن أختار له ما يناسبه فى سعره الجديد هذا العام ،فكانت الدرجة الأولى فى قطار «التالجو» وأيضا ما اعتقدته أن اسمه سيقينى من الموجة الحارة، ونحن نهبط فى نهاية الرحلة..العربات متميزة ،هادئة ،صغيرة الحجم، أمامك شاشات تعرض سرعة القطار، وشاشة صغيرة أمامك تختار منها فيلما قديما أو معلومات مهمة عن معالم القاهرة ،لكن جذبنى فى شاشتى الصغيرة ما كانوا يتحدثون عما كانت عليه أراضى العاصمة الإدارية الجديدة قبل البدء فى إنشائها ،حيث يتحدث أقدم مشرف أمن عما واجهه من صعوبات لوجود الصخور كان يخشى أن يصطدم بها ،والثعابين والعقارب التى كانت تقض مضجعهم ،وتتحدث اثنتان من العاملات حيث أحستا برهبة بمجرد قدومهما إلى المكان  لكنهما أصرا على التحدى.

وقال أحدهم أنا هنا لأبنى تاريخى..وقال آخر.. لدينا التربة والهواء والبحار والأنهار فمصر جنة فى عيوننا بل فى عيون الجميع.. لم تتركنا حرارة الجو لحظة لكنها كانت رحيمة بنا فى «استاد قفط الرياضى» الذى أدينا فيه صلاة العيد وسط جمع غفير من أبناء « قفط» يتقدمهم رئيس النادى أحمد الجزار وأعضاء مجلس إدارته الذين وقفوا لتحية المصلين إلى جانب المحافظة على النظام بمساعدة رجال الشرطة بقيادة المقدم اسلام عزت ودخول السيدات من باب خاص بهن.لتحين لحظة ذبح الخروف وإثنين من أقرانه حيث تمت بسلاسة سوى أنه حاول الهروب إلا أن سكين يوسف الجزار كانت أسرع فهو يدرك ما قطعته من ساعات ومئات الكيلو مترات لمشاهدة تلك» الثانية» بالذات .