صدى الصوت

وسام حجازي

عمرو الديب
عمرو الديب

ما أروعه من يوم وما أبهجه من صباح حين يبدأ بتشريف لك غير متوقع فى صورة مفاجأة سارة مثلما حدث معى صباح الإثنين الماضى، فقد أسعدنى قدرى باتصال هاتفى من شاعرنا الفَذ أحمد عبدالمعطى حجازى فى التاسعة صباحًا، حيث جاءنى صوته ذو النبرة المميزة جدًا التى لطالما أنصت لها، وهى تنشد القصائد الخلابة وتتغنى بالكلمات الصداحة عرفت الصوت منذ الوهلة الأولى من قبل أن يعلن عن هوية المتصل، فتصاعد وجيب قلبى، وأنا أستمع إلى ثنائه على هذه الصفحة، حيث قال لى بنبرته الواثقة أنه يشيد بصفحة الأدب بجريدة «الأخبار» التى أشرف بالإشراف عليها، وأنه يُثمِّن تنوع موضوعاتها، وأهمية ما تثيره من قضايا، وموضوعات، وهذه شهادة لابد أن يعتز بها من توجه اليه لأنها من شاعر فذ، ومبدع فارق، ومثقف كبير لم يكتف بمنجزه الشعرى الشاهق وتراثه الإبداعى الفائق، وإنما أثرى حياتنا الفكرية وآفاقنا الثقافية بأطروحاته ورؤاه، وقد خاض المعارك دفاعًا عن الحضارة، وعن الهوية، وكم تصدى شاعرنا الفَذ أحمد عبد المعطى حجازى بشجاعته المشهودة لجحافل الظلام، وأفكارهم الهدامة المنحطة، وما أكثر الكتابات التى واجه فيها حشود الخوارج، وسموم أحقادهم، وقدم إلى مجتمعه، ولناسه أمثل الأساليب لدحر مخططات الخوارج، والتصدى لهجماتهم على العقل العربى، ولم يقنع «حجازى» بذلك بل حاول تشخيص أمراض حياتنا الفكرية وتحديد أوجاع أوساطنا الثقافية، ومضى يبحث فى إخلاص عن حلولٍ حاسمة لها.