كلام على الهواء.. ومازال العالم في غيبوبة!!

أحمد شلبي
أحمد شلبي

مازالت الدماء الفلسطينية تجرى على الأرض الطاهرة التى دنسها العدو الصهيونى بأقدامه وآلياته العسكرية، ومازال شعب غزة الأبى يئن ويصرخ من أجل الوصول إلى لقمة عيش، حتى إننا نجد طوابير الأطفال حفاة نصف عراة يبحثون عن أى مكان فيه هذه اللقمة من خلال بعض المساعدات الإنسانية أو جمعيات الخير.

إلى متى ستظل هذه المأساة الإنسانية التى تصور أفظع الجرائم الإنسانية على مدار التاريخ، وإلى متى هذا الصمت العالمى الذى صرخت شعوبه تعاطفًا مع أهل غزة من أجل توفير النزر اليسير من مقومات الحياة؟!.

العالم يعلم أن الحروب دمار ولا تقف عند حد الزمان والمكان الذى تقع فيه، بل إنها تمتد تداعياتها إلى أزمنة أخرى ولنا عظة فيما حدث فى الحربين العالميتين الأولى والثانية.. حيث جاء استقرار نسبى بعد مُضى عقدين من الزمان ثم بدأت الحرب الباردة وانقسم العالم إلى معسكرين شرقى وغربى.. وارسو والأطلنطى، واعتقد البعض أنه بنهاية هذه الحرب الباردة أغلقنا كل أشكال الحروب الساخنة والباردة وأن ما يحدث فى فترة التسعينيات من القرن الماضى حروب إقليمية فقط مثل حرب الخليج والتى سبقتها حرب العراق ــ إيران وحرب أفغانستان وحاليًا أوكرانيا وغزة واليمن والسودان ولبنان ماهى إلا مقدمات لوقوع حرب عالمية «ثالثة».. الحرب هى الحرب، سواء أكانت عالمية أو إقليمية ضياع ودمار وإفقار للدول وللمنطقة وارتفاع أسعار لا يقدر عليها مواطنو الدول النامية خاصة أسعار الطاقة.

الأمم المتحدة مسئولة عن نشر السلم والأمن الدوليين فى العالم ولكنها عاجزة عن هذا بسبب الڤيتو الصهيونى الأمريكى بل أنها عاجزة حتى عن تنفيذ القرارات التى تصدر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية ونموذج حرب غزة فضح هذا العجز العالمى، ولم تستطع الأمم المتحدة إيقاف حرب الإبادة والدمار الشامل الذين حدثا فى غزة.

إننا فى مأزق عالمى، وعلى الشعوب المحبة للسلام أن تعلن ليس رفضها للعبث الصهيونى الأمريكى فى دول العالم وإنما اتخاذ خطوات جريئة قوية حتى لا تسال دماء أخرى ودمار، خاصة أن وزير الدفاع الإسرائيلى توعد لبنان بأن تكون ليس مثل غزة فقط وإنما إعادتها إلى العصر الحجرى!