مصرية أنا

ثورة يونيه

إيمان أنور
إيمان أنور

احتفلنا أمس بذكرى إحدى عشرة سنة كاملة تمر على ثورة ٣٠ يونيه التى كانت بمثابة طوق النجاة الذى أنقذ مصر من عام أسود فى تاريخها الحديث، شهد حكم الإخوان المتأسلمين الذى فكك مفاصل الدولة.. وغَيَّر شكلها الاجتماعى وضرب بأمنها القومى عرض الحائط !.. جاءت ثورة ٣٠ يونيه لتصحح مسارًا وتبنى وطنًا تفككت أوصاله وتفتح أبواب الحلم والأمل من جديد أمام ملايين المصريين الذين انتفضوا جميعًا فى ميدان التحرير الشاهد على ثورة يناير ٢٠١١.. أبدًا لن ننسى هذا اليوم العظيم..

استعيد الشريط فى مخيلتى.. عندما كنّا فى شهر رمضان المبارك ونزلت الميدان برفقة صديقات الطفولة حاملين معنا عددًا من الوجبات الخفيفة والمشروبات بعد أن قررنا أن إفطارنا سيكون فى ساحة الميدان.. كانت الصورة رائعة ونحن نسير على الإقدام من كوبرى قصر النيل مرورًا بمبنى جامعة الدول العربية لنلتحم بالجماهير التى قررت إسقاط حكم الإخوان الفاشى فجاء إعلان عزلهم من الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع -آنذاك -الذى جاءت به الأقدار  لإنقاذ مصرنا الغالية من الهاوية فى ٣ يوليه..

ولعل أروع المشاهد كان عندما ارتفع صوت المؤذن لصلاة المغرب بينما لمحت امرأة جميلة ترتدى زى راهبة تقف على مقربة منى وهى تمد يدها بتوزيع زجاجات المياه وتتناول رشفة تفك ريقها.. فبادرتها مندهشة بالسؤال: هو حضرتك صايمة ؟.. فأومأت برأسها قائلة: «نعم .. ايوه أنا كنت صايمة .. لأدعو الرب أن يتقبل منا جميعًا « .. هذا المشهد الرائع عبر واختصر معنى تلاحم شعب مصر العظيم .. وجَسَّد للوطنية المخلصة الخالصة .. فالكل كان على قلب رجل واحد .. لا فرق بين مسلم ومسيحى، الكل كان يبحث عن استعادة الوطن الذى سرق منا فى غفلةٍ من الزمن.