بسم الله

الطفل قربان الآثار!

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

 إلى متى يستمر الجهل ، ليصل إلى ذبح طفل برىء قربانا لفتح مقبرة أثرية !. هذا جهل قاتل نتج عن فقدان الوعى ، ونقصان التوعية . هذه القصة المأساوية الحزينة حدثت فى إحدى قرى الصعيد . كان الطفل محمد «سنة أولى ابتدائى» يلعب أمام منزله بقرية الهمامية بمركز البدارى بأسيوط . القرية تحيط بها الجبال ، المليئة بالمقابر الأثرية. بينما كان الأب يتجهز لتناول الغداء. ومع شدة حرارة الجو . طلب الطفل من والده مفتاح شقته ، ثم أخذ هاتف أمه ، واختفى ولم يعد . الكل يبحث ويترقب لأيام والقلق والخوف والرعب يكسو ملامح والديه والأهل والمقربين .. ومن بينهم العم (جار الطفل) الذى كان يبكى بكل حرقة على فقدان ابن أخيه.!
بدأ رجال الأمن جهودهم بالتحرى لفك طلاسم اختفاء الطفل . وقادتهم التحريات والصدفة للعثور على جثمان الملاك الصغير وسط الزراعات. ثم فجأة تتكشف الحقيقة المؤلمة ، عصابة يقودها عم الطفل-الذى كان يبكى بحرقة على اختفائه!- وراء خطفه وذبحه لتقديمه قربانا للجن ليفتح مقبرة اثرية فى الجبل . تمكن رجال الأمن من القبض على قتلة الطفل البرىء محمد ، وتم العثور على جثته مقطوعة الأيدى والأرجل وسط الزراعات . نجح رجال المباحث فى ربط خيوط القضية ببعضها ، مع تقديرهم بأثرية القرية . وتمكنوا من القبض على عم الطفل وعصابته. الذين اعترفوا بأنهم ارتكبوا الجريمة البشعة بناء على نصيحة من دجال طمعا فى فتح مقبرة اثرية . قام العم بذبح ابن اخيه بالسيف فوق حفرة المقبرة ظناً أنها ستفتح بعد تقديم القربان.. ذبحه وقطع يديه وأحرق جسده، لكن الكنز لم يفتح!.
للأسف هذه المأساة تحدث ونحن فى عصر العلم والتكنولوجيا . مازالت تعشش فى أدمغة البعض الأفكار البالية وخاصة الدجل والشعوذة ، وكأننا نعيش فى العصر الحجرى الهمجى .هذا الجهل نتحمل جميعا مسئوليته. ومن المهم ان يقوم المسئولون عن الآثار والثقافة والإعلام ودعاة المساجد والكنائس بدورهم فى توعية المواطنين .
دعاء : اللهم ثَبِّتْنِى وَثَقِّلْ مَوَازِينِى وَحَقِّقْ إِيمَانِى وَتَقَبَّلْ صَلاَتِى وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِى.