فى الصميم

آخر أوراق نتنياهو.. وأخطرها!!

جلال عارف
جلال عارف

لا جديد عند نتنياهو، لكنه يطلق النار - بصورة رسمية - على اقتراح الرئيس الأمريكى بايدن حول صفقة إنهاء القتال، ويضع ألف علامة استفهام حول الحديث الأمريكى عن أن الاقتراح إسرائيلى فى الأساس(!!)
وحول تصريحات المسئولين فى الإدارة الأمريكية المتوالية بأن نتنياهو أكد لهم إلتزامه بالاقتراح ودعمه له!!
كانت أمريكا تؤكد، وكان نتنياهو يناور، وكنا - منذ البداية - ندرك أنه غير مهتم إلا بالمرحلة الأولى من الاقتراح التى يسترجع فيها «بعض الرهائن» ويدخل بعض المساعدات ويوقف القتل لستة أسابيع.. وبعدها لن تكون مراحل أخرى بل استئناف حرب الإبادة واستمرار الاحتلال!!
وهو ما يؤكده الآن بتصريحاته التى يقول فيها انه مستعد للموافقة على اتفاق جزئى لاستعادة بعض الرهائن ثم العودة لاستئناف القتال رافضاً أى حديث عن إنهاء الحرب(!!) ومؤكداً أن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة ستبقى لسنوات، وأنه لا مجال لعودة السلطة الفلسطينية للقطاع، وأنه سيحارب قيام الدولة الفلسطينية حتى النهاية!!
يثبت نتنياهو أن المقاومة الفلسطينية كانت على حق حين طلبت ضمانات موثوقاً بها لإنهاء الحرب والانسحاب بالكامل لقوات إسرائيل من القطاع، ويطمئن حلفاءه من زعماء عصابات الإرهاب اليمينية المتطرفة، ويقول للمعارضة المتصاعدة أنه ماض فى مخططه لاستمرار الحرب وتوسيعها حتى النهاية، ويؤكد أن حديثه المتكرر عن منع أمريكا تسليمه السلاح ليس إلا مقدمة لصدام مخطط له مع إدارة بايدن.. ولمصلحة ترامب الذى سيواجه بايدن فى أول مناظرة فى هذه الانتخابات بعد يومين!!
ماذا ستفعل واشنطن التى بذلت كل جهد ممكن لإقناع دول العالم باقتراحها وأكدت مراراً وتكراراً أن إسرائيل هى التى صاغته أو وافقت عليه، وأن «حماس» التى تعاملت بإيجابية هى العقبة الباقية؟! وماذا سيفعل بايدن مع ابتزاز نتنياهو.. هل سيقر بأن نتنياهو تلاعب به، أو سيقول إن كبار مساعديه تواطأوا مع مجرم الحرب ضده؟!
فى كل الأحوال.. يدفع بايدن ثمن ضعفه فى مواجهة الجنون الإسرائيلى - لكن نتنياهو يلعب بآخر وأخطر أوراقه وهو ينسف العلاقة مع الحليف الأكبر لكى يتفادى السقوط الأخير!!