«المرأة الحديدية» هدى شعراوي.. القضية الفلسطينية حتى الموت

 هدى شعراوي
هدى شعراوي

كتبت: هناء سمير         


 فريدة من نوعها قوية صلبة في نفس الوقت تذوب في قالب الرحمة والحنان والكبرياء والشموخ إنها هدى شعراوي رائدة الحركة النسائية المصرية لثوره ١٩ حتي عام 1947
 اقرأ أيضاً|«رائدة صحافة المرأة».. أحداث مثيرة في حياة «أمينة السعيد»    

 نشأتها 

والدها محمد سلطان باشا من أغنى أغنياء الصعيد بمدينة بني سويف ورئيس أول مجلس نيابي في مصر وحاكم الصعيد العام الذي فاجأه الموت، وهدى شعرواي قد حفظت القرآن الكريم وتعلمت الموسيقي والفنون وتعلمت اللغة الفرنسية والتركية 
 وقد تزوجت من ابن عمها علي شعرواي أغني من ابيها وكان يكبرها بأربعين عاما  
فقد تزوجت وهي في سن ال١٣ من عمرها وقد غصب عليها والدها للزواج منه وبعد فترة من الزواج علمت أنه قد رجع الى زوجته الأولى مع أنه تعهد بغير ذلك وانفصلت عن زوجها بعد سنوات أنجبت خلالها منه محمد وبثينه شعرواي 
 

تعليم المرأة هو الحل لإنقاذها

آمنت هدى شعراوي بأهمية التعليم وأعجبت بدعوى قاسم أمين لتحرير المرأة رغم صيحات الغضب واللعنات التي نالها صاحب كتاب ( تحرير المرأة- والمرأة الحديدية ) 
واكتشفت هدى شعرواي أن الحركة النسائية في بدايتها لم تكن تطالب برفع الحجاب عن الوجوه ولكن رفع الحجاب عن العقول، ولذلك لعبت دورا مهما من أجل الدفاع عن حقوق المرأة 

فاهتمت بإنشاء مدارس البنات وأول مدرسة كانت في شبرا ثم مبرة محمد علي بالقرب من عابدين وكانت المحاضرات النسائية في بيتها، وهكذا انتقلت هدي شعرواي من الحرملك إلى الشارع وكان لابد من اشتراك المرأة في طلب الاستقرار 

الاتحاد النسائي  

هدى شعرواي أول رائدة نسائية ربطت بين الحرية السياسية والاجتماعية وعندما اندلعت ثوره ١٩ خرجت علي رأس المظاهرات وكانت تهتف ( لا نهاب الموت في سبيل حب مصر ) 

 وأول من رفعت الحجاب في القاهره ١٩٢٣ 
وفي عام ١٩٢٢ يوم ١٦ مارس تحديدا أعلنت عن أول اتحاد نسائي يتمسك بتعليم المرأة وصدور قوانين الأسرة وحق المرأة في الانتخاب وكانت معها في هذا الاتحاد ١٢ سيدة هن:  ( هدي شعرواي - شريفة رياض - إحسان القوصي واستر ويصا واصف - ريجيا خياط - سيزا النبرواي شريكة النضال التي أصدرت جرنال Egyptienne الاجيبسيان باللغة الفرنسية ليكون لسان حال المرأة المصرية علي الصعيد الدولي ومجلة المرأة

أبرز مجهودتها للمرأة المصرية

 مثلت هدي شعرواي المرأة المصرية طوال الربع قرن في المؤتمرات، أنشات ١٥ جمعية وشاركت في ٢٤ مؤتمرا دولياً وعربياً 
 لقد حضرت أول مؤتمر عالمي عقد في روما خلال الفتره من ١٩٢٣ حتي وفاتها عام ١٩٤٧ حذرت من ( إنتاج القنابل النووية - الامتيازات الإجنبية - حقوق الشعب الفلسطيني ) ونجحت في إصدار قرارين ضد الامتيازات في مؤتمر برلين ١٩٢٣وفي مؤتمر اسطنبول عام ١٩٣٥ وقد ساعد في مؤتمر مونترو بسويسرا بإلغاء الامتيازات الأجنبية 
 وحضرت أيضا موتمر جراتسي عام ١٩٢٥ومؤتمر باريس ١٩٢٦وأمستر دام ١٩٢٧وبرلين ١٩٢٩ ومرسيليا وبروكسل وبودا بست وغيرها من المؤتمرات 
 كما أسست جمعية لرعاية الأطفال ١٩٠٧ ودعت إلى رفع سن الزواج للفتيات ليصبح ١٦ عاما والفتيان ليكون ١٨ عاما 
وأنشات نشرة المرأة العربية الناطقة باسم الاتحاد النسائي العربي ومجلة المصرية ١٩٢٣
عام ١٩٣٨نظمت مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين 

هدي شعرواي وتشجيع المواهب الفنية
 

بادرت هدي شعرواي بالدعوة للاكتتاب حتي يستطيع مثال مصر الأول محمود مختار إكمال تمثاله (نهضة مصر) إلى جانب تشجيعها لأصحاب المواهب الفنية ومنهم المثال عبد البديع عبد الحي، وكان يعمل طباخاً لدي هدي شعرواي 
 وأيضا ساعدت طلعت حرب علي جمع رأس المال لبنك مصر بفضل جهودها علي صعيد الأقارب والمعارف من الطبقات الراقية إلى جانب تبرعها بمبلغ كبير من المال المطلوب لإنشاء البنك 
وأنشات مدرسة السنية التي تخرج منها ( سهير القلماوي - نعيمه الأيوبي - كوكب حفني ناصف - فاطمة مهني )

وقد ألفت كتاب ( عصر الحريم ) ويحكي عن مذاكرات المرأة المصرية في الفترة ( ١٨٨٠-١٩٢٤) التي ترجمته الصحيفة البريطانية مارجوت بدران للإنجليزية

وفاتها

وقد توفت عن عمر ٦٨ عاماً يوم ١٢ ديسمبر ١٩٤٧ بسكتة قلبية وهي تكتب بياناً في فراش مرضها تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين.
المصدر مركز معلومات أخبار اليوم