بيع الوهم في «ورش التمثيل»| أشرف زكي: أكاديمية الفنون الجهة الوحيدة المرخص لها بذلك

د. أشرف زكي
د. أشرف زكي

من أجل الوصول إلى الأضواء والنجومية، يلزم العبور عبر غرف خافتة الإضاءة، ينخرط فيها الطامحون بحثًا عن مُستقبل تمثيلى مبدع، من خلال ورش التمثيل، التى يُخرجون فيها إبداعاتهم، لينتظروا بشغف اللحظة التى يخرجون فيها من هذه الغرف إلى الجمهور، لكنها للأسف ورش تبيع وهم النجومية للشباب من الجنسين.

ورش التمثيل، أصبحت سبوبة تستهدف الحالمين بالنجومية من الشباب، تُثير علامات استفهام كثيرة حول ماهية وجودها، وبين الحين والآخر، تخرج علينا نقابة المهن التمثيلية بتحذيرات واضحة وصريحة من استغلال العديد من ورش التمثيل للشباب الحالمين بدخول مجال التمثيل وتحقيق حلم النجومية، حيث تتحصل منهم على مبالغ مادية طائلة مقابل ترشيحهم لمكاتب «الكاستينج» من أجل إشراكهم فى بطولات الأعمال الفنية.

اختلفت الآراء حول فكرة «ورش التمثيل»، ففى الوقت الذى يؤكد فيه المخضرمون أهمية التعامل معها، مثلما يحدث فى دول العالم كافة، ويلجأ لها ليس فقط الشباب ولكن كبار النجوم من أجل تطوير أنفسهم، أكد آخرون أنه لا فائدة لها ويجب منع التعامل معها، من بين هؤلاء الفنان القدير محمد صبحى، الذى هاجمها بأحد مؤتمراته الصحفية، وقال: «ورش التمثيل هى مسألة نصب وأن الجهة الوحيدة المرخصة لدراسة التمثيل هى أكاديمية الفنون فقط، وأعتقد أن النقابة يجب أن توقف هذه الورش لأنها من اختصاص أكاديمية الفنون فقط».

هناك أصوات أخرى، لم تمانع أن يكون فى مصر ورش تمثيل مُقننة تُشرف عليها شخصيات معروفة وأكاديمية لها تاريخ معروف فى عالم الفن.

أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، حذر الفنانين الشباب من خوض تجربة التدريب على التمثيل من خلال ورش التمثيل، التى انتشرت بكثرة خلال الفترة الأخيرة، وأصدر النقيب، بيانًا جاء فيه: «نقابة المهن التمثيلية ليس لها علاقة بالورش ولا تعترف بها، وسبق ووجهت نقابة المهن التمثيلية، برئاسة الدكتور أشرف زكى، دعوة إلى مكاتب الكاستينج للعمل تحت إشرافها، والتقدم بطلب للنقابة بشكل قانونى، وقالت النقابة فى بيان حينها صدر 2022 إنه على من يرغب من مكاتب الكاستينج العمل تحت مظلة وإشراف نقابة المهن التمثيلية، التقدم للنقابة باسم المكتب واسم المسئول عنه.

المخرج خالد يوسف، كان مؤيدًا لتحذير نقيب الممثلين من هذه الورش،  وقال: «أؤيد بالطبع تحذير نقيب الممثلين من هذه الورش، بعدما انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، ووجدنا كيف يستغلون أحلام الشباب وينصبون عليهم بزعم ترشيحهم للمخرجين، ونجد أن من يدرّبون هؤلاء الشباب لا علاقة لهم بالتمثيل أو فنانون غير مؤهلين لتدريس الفن وتدريب الآخرين عليه»، ولفت إلى أن هناك نقطة يجب أن نشير إليها هى أن فكرة ورشة التمثيل بشكل عام ليست مرفوضة، لكنها موجودة فى دول العالم كله، وهناك نجوم كبار يلجأون إليها من أجل تطوير أنفسهم، هذا ليس عيباً لكن الفيصل هنا هو هوية تلك الورشة ومن هم المدربون وهل تخضع لإشراف ثقافى أم لا، إذا تمت مراعاة هذه الشروط فستكون بالفعل مؤهلة لتدريب الممثلين بشكل احترافى.

■ المخرج خالد يوسف

أصحاب ورش التمثيل رفضوا التعليق على تحذيرات نقيب الممثلين، والتزموا الصمت، بينما قالت الناقدة ماجدة موريس، إن تعليم فن التمثيل أو كتابة السيناريو والإخراج ليس مجرد كورس أو محاضرة، بل هو عمل يحتاج إلى معرفة ما إن كان الطالب موهوبًا أم لا، ولكن كثيرا من تلك الورش تحولت لـ»بيزنس» مثل «الدروس الخصوصية»، وهو ما فتح الباب لخروج تلك الوقائع.

وأشارت موريس، إلى أنه فى السنوات الماضية كانت هناك ضوابط تحكم تلك العملية، أصبحت غير موجودة حاليا. ففى الماضى من كان يريد الالتحاق بالتمثيل كان عليه المرور على الأكاديميات والمعاهد التعليمية، ومن لم يتمكن من الالتحاق بتلك الأماكن يجد ورشًا جادة، منها ورشة الفنان خالد جلال، والفنان أشرف عبدالباقى، فهما لم يكتفيا بالتعليم، بل أدخلا كل منتسبى الورش فى اختبارات صعبة، ليصبح الأمر حقيقيًا، ويشعر من يقدم على تلك الورش بالجدية.