محمد صديق المنشاوي.. «الميكروفون والسم».. مكائد تعرض لها الصوت الباكي

الشيخ محمد صديق المنشاوي
الشيخ محمد صديق المنشاوي

كتبت: هناء سمير

في ذكري رحيل الشيخ محمد صديق المنشاوي ٢٠-٦- ١٩٦٩ صاحب طبقات الصوت النادره التي تنسجم مع الأيات القرآنيه وهو يعلو ويهبط ويتموج ويخوض بحارا وانهارا في المقامات التي يكسبها طابع الحزن أحيانا والفرح والوقار والهيبة والجلالة والعظمة. 

 نشأته 

ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في قريه المنشأه التابعه لمحافظه سوهاج فوالده هو الشيخ صديق المنشاوي وهو علامه من اعلام خدام القران واخو هو الشيخ محمود صديق المنشاوي 

وقد ختم القران وهو في سن الثامنه من عمره وتميز بعذوبه صوته وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنيه ادي الي اتقانه المقامات والتحكم بها واتقانه لكل مخارج الكلمات والحروف مما جعل له تسجيلات في كل دول العالم تقريبا. 

حياته الأسرية 

لقد تزوج المره الاولي من ابنه عمه وانجب منها ٤اولاد وبنتين وكان عمره ١٨ سنه ثم تزوج مره أخرى وهو عمره اربعين عام وقد توفت عام١٩٦٨ وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام وله منها ٥ اولاد واربع بنات، وكانوا يعيشوا مع بعض في بيت واحد واسره سعيدة. 

 الإذاعه المصرية 

 وقد طلب من الشيخ محمد صديق المنشاوي التقدم للاذاعه ولكنه رفض كما رفض اخيه من قبل ١٩٥٣في شهر رمضان ولكن انتقلت الاذاعه اليه بعد ان سمعت عنه وكانت وقتها الاذاعه تجوب كل الكفور والنجوع والقري بحثا عن الأصوات والمواهب الجديده ثم سجلت له ودعته ليكون من قراء المعتمدين وتعاقدت معه الاذاعه عام ١٩٥٤ واصبح صوته يعبر كل الافاق وكل المدن والقري ويدخل كل البيوت لينعم بصوته كل المسلمين وكان علي راس قراء مصر في حقبه الخمسينيات مثل امثاله من القراء (عبد الباسط عبد الصمد والحصري). 

الشيخ محمد المنشاوي و المكائد 

عند بزوع نجم الشيخ المنشاوي وقد تربع علي عرش مملكه القراء اشيع ان صوته ضعيف ولايستطيع تبليغه لمستمعيه الا من خلال الميكروفون استطاع البعض ان ينشر تلك الاشعه عندما كان يحيي احدي السهرات القرانية بمحافظة المنيا وان العطل يتعذر اصلاحه فاستشعر الشيخ ان هناك مؤامره لاحراجه فما كان الاانه قرا القران الكريم بين الحاضرين الذين تعدي عددهم بالالاف واخذوا يتجاوبو معه لقوه صوته وظل يقرا حتي ساعه متاخرة. 

ومره اخري حاول اخر ان ينال منه في احدي السهرات القرآنية عام ١٩٦٣وضع له السم في الطعام الا ان الطباخ اخبر الشيخ وطلب منه عدم افشاء سره حتي لاينقطع عيشه في المكان وبالرغم انه كان يعلم من اصحاب هذه المكائد لكنه لم يخبر احد طيله حياته وكان يقول ( ان الله حليم ستار). 

وقد طلب منه الملك ادريس السنوسي ملك ليبيا ان يخصص له قصرا وراتبا ضخما ويعيش معه في ليبيا فاعتذر واصر الملك علي ان يقبلها. 

وايضا الملك محمد الخامس كان يريد ان يعطيه الجنسيه المغربيه ويعيش مثل الملوك ولكنه رفض وفضل الاقامه بمصر. 

وقد منحته ايضا الحكومه الاندونيسيا في منتصف الخمسينات وسام رفيع وفي نال ميدالية وساعه نادره وقد قطعوا إرسال التلفزيون ليلعنوا عن نبا وصوله الي باكستان.

واخذ وسام الاستحقاق من الدرجه الثانيه من سوريا عام١٩٥٦.

وزار كل من والاردن وليبيا والجزائر والعراق والكويت والسعوديه وسجل اكثر من ١٥٠تسجيلا بالاذاعه المصريه والاذاعات الاخرى.

وفاته 

أصيب الشيخ محمد صديق المنشاوي بمرض دوالي المرئ وقد امر الرئيس جمال عبد الناصر سفره الي لندن وعلاجه علي نفقه الدوله ورغم مرضه ظل يقرا القران حتي توفي قبله سفره يوم ٢٠يونيو ١٩٦٩ عن عمر ٤٩ وترك لنا اثر كبير بتسجيلاته التي ترن في كل بيوت العالم الإسلامي.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم