حكايات| الفراعنة وتشخيص وعلاج السرطان.. تاريخ يمتد لـ5 آلاف عام

| الفراعنة وتشخيص وعلاج السرطان
| الفراعنة وتشخيص وعلاج السرطان

الفراعنة، الذين حكموا مصر القديمة، ليسوا فقط معروفين بإنجازاتهم الهندسية والمعمارية المذهلة، بل أيضًا بإسهاماتهم الكبيرة في مجال الطب، منذ 5 آلاف عام، تمكن الفراعنة من تشخيص وعلاج العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان. 

السجلات الطبية القديمة، مثل بردية إدوين سميث، تظهر أن الأطباء المصريين القدماء كانوا على دراية بأعراض الأورام وكيفية التعامل معها باستخدام علاجات طبيعية وطرق جراحية بسيطة، تعكس هذه السجلات الطبية التقدم الذي حققه الفراعنة في فهم جسم الإنسان والمرض، مما يثبت أن معرفة الإنسان بالأمراض المعقدة مثل السرطان تعود إلى آلاف السنين.

اقرأ ايضا|حكايات| مزينة بالجعران الأزرق.. السلسلة الذهبية تحفة من مقتنيات الملكة إياح حتب

وأكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري الشهير، أن الفراعنة منذ 5 آلاف عام كانوا مهتمين بتشخيص وعلاج السرطان. جاء هذا التأكيد بعد اكتشافه لأول حالة سرطان في مقابر العمال بناة الهرم، مما يكشف عن معرفة المصريين القدماء بهذا المرض ومحاولاتهم لمكافحته بطرقهم الفريدة.

- مقدمة تاريخية:

السرطان مرض مزمن عرفته البشرية منذ آلاف السنين، بالرغم من التقدم الطبي الحديث، فإن أصول هذا المرض وفهمه تعود إلى العصور القديمة في مصر القديمة، وترك الفراعنة بصمة لا تُمحى على مجالات متعددة، من بينها الطب، معابدهم ومقابرهم تعكس مدى تطورهم في علوم عديدة، ومن ضمنها الطب الذي اشتمل على محاولة فهم وتشخيص الأمراض المختلفة.

الاكتشاف الأثري

خلال عمليات التنقيب في مقابر العمال بناة الأهرامات، اكتشف الدكتور زاهي حواس بقايا هيكل عظمي يظهر عليه علامات الإصابة بالسرطان، هذا الاكتشاف يُعد الأول من نوعه، حيث يبين أن الفراعنة لم يكونوا فقط على دراية بالمرض، بل كانوا يحاولون أيضًا معالجته.

الفراعنة وعلم الطب

كان الطب في مصر القديمة مزيجًا من العلم والدين، وكان الأطباء يعتبرون كهنة، يتبعون مجموعة من الممارسات الطبية التقليدية إلى جانب السحر والدين، وقد تركت البرديات الطبية مثل "بردية إدوين سميث" و"بردية إيبرس" شواهد على معرفتهم الطبية، هذه النصوص تحتوي على تشخيصات ووصفات لعلاج العديد من الأمراض، مما يشير إلى فهم متقدم للطب.

- السرطان في مصر القديمة

تُظهر النصوص الطبية والآثار المتبقية أن المصريين القدماء كانوا يصفون الأورام ويعالجونها بطرق مختلفة، وعلى الرغم من عدم وجود كلمة "سرطان" في النصوص القديمة، فإن الوصف الدقيق للأورام الصلبة والخبيثة يُشير إلى أنهم كانوا على دراية بمثل هذه الأمراض.

الأساليب العلاجية

كان العلاج المصري القديم يعتمد على مجموعة من الأعشاب والعلاجات الطبيعية، بالإضافة إلى الجراحة البدائية، كانت هناك محاولات لتقليص الأورام باستخدام وسائل مختلفة مثل الكي والقطع، الأدوات الجراحية التي عُثر عليها في المقابر تُظهر تقدمًا في مجال الجراحة. كما استخدموا العلاجات الطبيعية المستخلصة من النباتات لعلاج الأعراض وتخفيف الآلام.

لذلك يُعد اكتشاف الدكتور حواس دليلاً قويًا على أن الفراعنة كانوا على دراية بالسرطان، وأنهم حاولوا مكافحته بوسائلهم الخاصة، هذا الاكتشاف يُعيد كتابة جزء من تاريخ الطب القديم، ويُظهر أن الحضارات القديمة كانت أكثر تقدمًا مما كنا نظن في التعامل مع الأمراض المزمنة، ومع استمرار الأبحاث والتنقيبات، قد نكتشف المزيد عن كيفية تعامل المصريين القدماء مع هذا المرض وغيره من الأمراض المزمنة.